يا للرجال أمن شخصٍ بأجياد – بشار بن برد

يا للرجال أمن شخصٍ بأجياد … يعتاد شوقي وما نومي بمعتاد

كأنما أقسمت عيني تسالمه … حتَّى ترَى أَحْوَرَ الْعَيْنيْنِ فِي الْجادِي

من كان يزداد من شوقٍ إلى شجنٍ … عند النساء فإني غير مزداد

يا سلم إن تصبحي بسلاً محرمة ً … وتنزلي في منيفٍ بين أرصاد

فقد رأيت بنات الدهر غافلة ً … فِي الْغُبَّرَيْنِ ومَا حَيٌّ بِخَلاَّدِ

إذا فرحت فخافي ترحة ً عجلاً … وإن ترحت فرجي أم عباد

من قر عيناً رماه الدهر عن كثبٍ … وَالدَّهْرُ رَامٍ بإصْلاَحٍ وَإِفْسَادِ

وكيف يبقى لإلفٍ إلفُ صاحبه … ولا أرى والداً يبقى لأولاد

بل ليت شعري هل يدنو بكم سبب … وهل تعودون أيامي بأجياد

أيام لا أعتبُ العذال من صمم … ولا أكلف زيداً غير إسعاد

يَا جَارَة ً يَوْمَ رَاح الْحيُّ جارَتَنَا … تسبي الحليم ولا تنساق للحادي

قَامَتْ لِتَرْكَب فَارْتَجَّتْ رَوَادِفُهَا … في لين غصن من الريحان منآد

كَأنَّمَا خُلِقَتْ فِي قِشْرِ لُؤْلُؤَة ٍ … فَكُلُّ أَكْنَافِها وَجْهٌ بِمِرْصَادِ

فَقُلْتُ: شَمْسُ الضُّحَى فِي مِرْطِ جَارِيَة ٍ … يا من رأى الشمس في مرطٍ وأبراد

تُلقَى بِتسَبِيحَة ٍ مِنْ حُسْنِ مَا خُلِقَتْ … وَتَسْتفِزُّ حشى الرَّائِي بِإرْعادِ

كأنَّ عيْنِي ترَاها في مجاسدها … إذا رأيت رسوم الدار والنادي

بَيْضاءُ كالدُّرَّة ِ الزَّهْرَاءِ غُرَّتُها … تصطاد عيناً ولا ترجى لمصطاد

كأنَّها لاترَى جِسماً تخوَّنهُ … بَيْنَ الْحَبِيبِ وَلَمْ تشْعُر بِإسْهاد

أصُومُ يَوْماً فأرْقَا مِن تذكُّرِها … وَلا أصَلِّي الضُّحى إِلاَّ بِعدَّادِ

وَقدْ عجبْتُ وَإغْرَامِي بِها عَجَبٌ … مالي أقودُ حروناً غير منقاد

أحِينَ كُنْتُ سِراجاً يُسْتَضَاءُ بِهِ … يكون في الغي إفراعي وإصعادي

كلا سأترك ذكري تلك إذ رقدت … عَنِّي وَأذْكُرُ يَوماً غَيْرَ رَقَّادِ