يا “سلم” هل قيمكم ماكث – بشار بن برد
يا “سلم” هل قيمكم ماكث … وهل لغادي من غد رائث
قد بلغت نفسي مدى حبها … وَزادَنِي وجْداً بِكِ الْحَادث
يا “سلم” إني ملال الهوى … في نصبٍ يفري ويستأنث
كَيْدٌ مِنَ الْخُرْطُومِ يُضْحِي بِهِ … كأنما يبعثه باعث
يا ” سلم” رجعاك بميت الهوى … كما تميت الحية النافث
أَقُولُ لِلنَّاي وقَدْ مَثَّهُ: … أَصْغِنْ بِمَا ضَنَّ بِهِ الْمَائِثُ
يا حُسْنَ سَلْمَى حِينَ يَحْدُو بِهَا … لاَ عَجِلُ السَّوْقِ وَلاَ رَائِثُ
بَيْضَاءُ صَفْرَاءُ قَضَافِيَّة ٌ … وَإِنما يَشْفَى بِهَا الْبَاحِثُ
تُمِيلُ شِقَّيْهَا إِذَا مَا مَشَتْ … كأنما يخنثها خانث
تِلْكَ الَّتِي لَوْ نِلْتُهَا وَالْهَوَى … وَالسُّقْمُ بَينَ الأَضْلُعِ الآرِثُ
كأنما في كبدي قرحة ٌ … مِنْ حُبِّهَا يَفْرِثُهَا فَارِثُ
لو ذقتها يقظان أو نائماً … عشت ولم يكرثني الكارثُ
وصاحب كالسيف جردتهُ … لا ماذق وداً ولا ناكثُ
مِنَ الْمُمِيتِينَ هُمُومَ الْفَتَى … يعبث في معروفه عابث
لاَ يَعْبُدُ الْمَالَ وَيُبْكِي الْعِدَى … بالخيل لا وانٍ ولا لائثُ
صحبته في الملك أو سوقة ٍ … «فِي مُذْهَبٍ حَدَّادُهُ بَاحِثُ»
لَمَّا رَآنِي جِئْتُهُ زَائِراً … بالمحض لا يغلثه غالث
كسا وأعطى من ذرى ماله … بَعْثاً وَلاَ يُبْقِي لَكَ الْبَاعِث
وَعَجْرَدٌ يَنْزُو عَلَى أمِّهِ … خِنْزيرَة ٌ يَرْغَثُهَا رَاغِثُ
كَأنَّهُ حِينَ تَصَدَّى لَهُ … طالب عرفٍ أسد شارث
وكيف يؤديك على طائلٍ … من لا يصلي إنه طامث
يا بن شبيرى أنت علج القا … طير ومنك الخبث الخابث
لما تعبثت بعبثت بي … والليث لا يلهو به العابث
أصبحت من كأس تغبقتها … بَعْدَ كِئَاسٍ مَرُّهَا دَالِثُ
كأن في رأسك ذا آمة … أو دب فيه شبث شابث
هَلاَّ عَلَى أمِّكَ يَوْمَ الرَّجَا … حَامَيْتَ وَالْجَوْنُ بِهَا لاَهِثُ
سامى برجليها وطابت لهُ … عَجْزَاءَ مِنْهَا الأَنَثُ الآنِثُ
كأن أيراً في استها في استهِ … يخفى ويبدو أجردٌ نابث
ووالثٍ عهداً لنا عنده … ثم انثنى عن عهده الوالث
كَأنَّمَا لَمْ يَكُ وُدِّي لَهُ … وَالنُّصْحُ لاَ عَرُّ وَلاَ وَاعثُ
ضَيَّعَ حَرْثِي رَجُلٌ هَالِكٌ … مُوقاً، وَنِعْمَ الْحَرْثُ وَالْحَارِثُ
يَا حَارِثُ الْمَهْرِيُّ أنْتَ امْرُؤٌ … شبعان لا يحمدك الغارث
كَأنَّ مَنْ يُعْنَى بِتَضْبِيعِهِ … رأس يتيم قملٌ شاعث
أنْكَرْتَنِي حِينَ عَرَفْتَ الْغِنَى … أفٍّ وتفٍّ لك يا حارث
فاشرب بكأسيك ولا تسقني … عما قليل يورث الوارث
آلَيْتُ أرْضَى بِالَّذِي سُمْتَنِي … أو يبعث الموتى لنا باعث