يا دارَ سلمى لو رددتِ السلامْ – عبدالجبار بن حمديس

يا دارَ سلمى لو رددتِ السلامْ … ما همّ فيك الحُزْنُ بالمستهامْ

همودُ رسمٍ منكِ تحتَ البلى … محركٌ منّي سكونَ الغرامْ

لمّتُ عليكِ الدهرَ في صَرْفِهِ … وقلتُ للأحداث صَمِّي صمامْ

وقامَ في الخُبْرِ لمستخبرٍ … سكوتُ مغناكِ مقامَ الكلام

يا بارقَ الجوّ تَبسّمْ بها … وابكِ عليها بدموعِ الغمامْ

وَحَلّها بالنور من روضة ٍ … تَفُضّ عن فأرة ِ مسكٍ ختامْ

حتى أرى عنها ظباءَ الفلا … مُرَحَّلاتٍ بظباءِ الخيام

من كلّ هيفاءَ غُلاَمية ٍ … مُلْتَبِسٌ بالغُصْنِ منها القوام

تديرُ عيني رشإٍ فيهما … من فترة ِ الطرفِ شبيه السقام

تروحُ والعنبرُ والعودُ في … ليلٍ من الفرع صقيلِ الظلام

تمنعُ أُختَ الشمسِ منها فماً … فيه أخو الدّرّ وأختُ المُدام

لو أنَّ لي حكماً بربع الحمى … أعطيتُهُ من كلّ خطبٍ ذمام

حتى أرى بالوصْلِ حَبْلَ الهَوى … لا يُتّقَى بالبينِ منه انصرام