يامنْ سكونُ النفس في تأميلهِ – ابن الرومي
يامنْ سكونُ النفس في تأميلهِ … وبلوغها المأمولَ في تأميلهِ
قدري لديك مُظاهرٌ لبليتي … فاصرفْ بطرفك عن جلالِ جليله
أصبحتُ يحقر لي تطوّلك الغنى … فتخطّ قدْري وانسَ نُبلَ نبيلهِ
وابذلْ لعبدِك ماتيسَّر إنه … في حالة ٍ تقذى جفونَ خليلهِ
ولتبلغنَّ به الغنى لكنّه … لابدّ قبلَ غناه من تعليله
لاتحقرنّ له التي في بذلها … إحياءُ مهجتِه وقتلُ غليلهِ
وافرضْ له من فضل كفك قُوتَه … واعزمْ إذا اتّسعتْ على تنقيلهِ
واملك عليه جماح نفسك إنها … تأبى من المعروفِ غيرَ جزيلهِ
واعذرهُ في استعجالهِ بغياثهِ … لشديدِ حاجته إلى تعجيلهِ
ولكان أوسعَ مُهلة ً من غيره … لوتحسنُ الحوجاءُ في تمهيلهِ
واعلمْ ولستُ معلَّما بحقيقة ٍ … أن النوى تأبى ازدراءَ ضئيلهِ
كلُّ لنوابِل معونة ٌ لمناله … عندَ الضرورة ِ زينة ٌ لمُنيله
ليس الجوادُ من اشترى شمسَ العلا … وحياة ً سمعتُها بموتِ هزيله
يامن يجود من الجَدا بكثيرهِ … ويُغيث قبلَ كثيرهِ بقليلِهِ
فاقصدْ لحق الرأي لاجورِ الهدى … فلأنت أعلى ناظراً بجميله
وعليك عند بلوغنا آمالنا … بعريصِ فعلك في الورى وطويله
ولكم جوادِ الكفّه بخَّل سائلاً … فرماه بالحرمان عن تبخيله
ولربما شقي الفتى بجوداه … ولربما حظي الفتى بنجيلهِ