ياقاتَلَ اللهُ كُتّابَ الدّواوينِ – كشاجم

ياقاتَلَ اللهُ كُتّابَ الدّواوينِ … ما يستحلّون مِنْ سَرقِ السّكَاكينِ

لقد دَهاني لطيفٌ منهُمُ خَتِلٌ … في ذاتِ حدّ كحدّ السيفِ مُسْنونِ

فابتزَّنيها وَلَمْ يشعُر بهِ عبثاً … وَلَسْتُ لو ساءَني ظَنُّ بمغبونِ

واقفرتْ بَعْدَ عمرانٍ بموقِعِهَا … منها دواة ُ فتى ً بالكُتْبِ مفتونِ

تبكي على مُدْيَهْ أَودَى الزّمانُ بها … كانَتْ على جائزِ الأقلامِ تعدِيني

كانَتْ تُقَزّمُ أَقلامِي وتَنْحَتُهَا … نَحْتاً وتسخطُهَا قطّاً فتُرضِيني

فأُضْحِكُ الطّرْسَ والقرطاسَ عن حُلَلٍ … تنوبُ للعينِ عن نورِ البساتينِ

إذا بَشرتُ بها سوداءَ من صُحُفي … عادتْ كبعضِ خدودِ الخُرّدِ العِينِ

جزْعُ النّصابِ لطيفاتٌ شَعَائِرُهَا … محسِّناتٌ بأصنافِ التّحاسِينِ

هيفاءُ مرهفة ٌ بيضاءُ مذْهبَة ٌ … قالَ الإله لها سُبْحانه كُوني

مَحْفوظَة ُ الوَسطِ تحكي في تَخَصُّرِهَا … خُصْرَ البديعِ بديعٍ في الحضانينِ

كأَنَّها حينَ يشجيني تذكُّرُهَا … في القلبِ منِّي وفي الأَحشاءِ تَفْريني

لكنْ مِقَطَّيَ أَمسى شَامتاً جَذِلاً … وكانَ في ذلّة ٍ منها وفي هُونِ

فَصِينَ حتّى يُضَاهِي في صِيَانَتِهِ … جَاهي لِصَوْنيهِ عمَّا لا يُدَانيني

ولو يُريدُ فِدَاءً ما جَعَلْتُ بهِ … منها فَدَيْنَاهُ بالدّنيا وبالدِّينِ

فلستُ عنهَا بسالٍ ما حَييتُ ولا … بواجدٍ عِوَضاً منها بسكِّينِ