ياسيداً لم تزلْ فروعٌ – ابن الرومي

ياسيداً لم تزلْ فروعٌ … من رأيه تحتها أصول

أمثلُ عمروٍ يَسُومُ مثلي … خسفاً وأيامُه فطولُ

أمثلُ عمروٍ يُهين مثلي … عمداً ولا تنتضي النُّصولُ

ألا يرى منك لي امتعاضاً … كالسيف فيه الردى يجولُ

ياعمرو سالتْ بك السيولُ … لأمّك الويل والهبولُ

وجهك ياعمرو فيه طولُ … وفي وجوه الكلاب طولُ

فأين منك الحياءُ قل لي … يا كلبُ والكلب لا يقول

والكلبُ من شأنه التعدّي … والكلب من شأنه الغلولُ

مُقابح الكلب فيك طراً … يزولُ عنها ولا تزولُ

وفيه أشياءٌ صالحاتٌ … حَماكَها الله والرسولُ

فيه هريرٌ وفيه نبحٌ … وحظُّهُ الذلُّ والخمولُ

والكلب وافٍ وفيك غدرٌ … ففيك عن قدْره سُفول

وقد يحامي عن المواشي … وما تحامي ولاتصول

وأنت من أهلِ بيْتِ سوءٍ … قصتُهم قصة ٌ تطولُ

وجوهُهم للورى عِظات … لكن أقفاءهم طبول

نستغفرُ الله قد فعلنا … مايفعل المائق الجهول

ما إن سألناك ماسألنا … إلا كما تُسْأَلُ الطُّلولُ

صَمْتٌ وعيبٌ فلا خطابٌ … ولاكتابٌ ولا رسولُ

إن كنت حقاً من الندامى … فمنْ ندامى الملوك غولُ

وجهٌ طويلٌ يسيل فوه … أحسنُ منه حِرٌ يبول

بل فيك سُرْبٌ وطولُ خطْمٍ … ولم يزلْ هكذا النغُول

فإن تكن آلة ُ الندامى … هذين فيما ترى العقول

طولُ خطومٍ على وجوه … فتوحٍ أفواهُها تهولُ

فما إذاً سادة الندامى … إلا البلاليعُ والفُيولُ

إنَّ رئيساً يراك يوماً … لَصابرٌ للأذى حمولُ

ما مَلَّني من أطاق صبراً … عليك بل بختي الملُولُ

مستفعل فاعل فعولُ … مستفعل فاعل فعولُ

بيت كمعناك ليس فيه … معنى سوى أنه فضولُ