و ما أنسَ لا أنسَ يومَ المغارِ – أبو فراس الحمداني
و ما أنسَ لا أنسَ يومَ المغارِ … محجبة ً لفظتها الحجبْ
دَعَاكَ ذَوُوهَا بِسُوءِ الفِعَالِ … لِمَا لا تَشَاءُ، وَمَا لا تُحِبّ
فَوَافَتْكَ تَعْثُرُ في مِرْطِهَا، … و قدْ رأتِ الموتَ منْ عنْ كثبْ
وَقَدْ خَلَطَ الخَوْفُ لَمّا طَلَعْـ … ـتَ دَلَّ الجَمَالِ بِذُلْ الرُّعُبْ
تُسَارِعُ في الخَطْوِ لا خِفّة ً، … و تهتزُّ في المشيِ لا منْ طربْ
فلمَّـا بدتْ لكَ فوقَ البيوتِ … بدا لكَ منهنَّ جيشَ لجبْ
فكنتَ أخاهنَّ إذْ لا أخٌ … و كنتَ أباهنَّ إذْ ليسَ أبْ
وَمَا زِلتَ مُذْ كُنتَ تأتي الجَمِيلَ … و تحمي الحريمَ ، وترعى النسبْ
و تغضبُ حتى إذا ما ملكتَ … أطَعْتَ الرّضا، وَعَصَيْتَ الغَضَبْ
فَوَلّيْنَ عَنْكَ يُفَدّينَهَا، … وَيَرْفَعنَ مِن ذَيْلِها ما انسَحَبْ
يُنَادِينَ بينَ خِلالِ البُيُو … تِ: لا يَقطَعِ اللَّهُ نَسْلَ العَرَبْ
أمرتَ وأنتَ المطاعُ الكريمُ … ببذلِ الأمانِ وردِ السلبْ
و قدْ رحنَ منْ مهجاتِ القلوبِ … بأوفرِ غنمٍ وأغلى نشبْ
فإنْ هُنّ يَابْنَ السَّرَاة ِ الكِرَامِ، … رددنَ القلوبَ رددنا النهبْ