وَقَفَتْني عَلى الأَسَى وَالنّحِيبِ – أبو فراس الحمداني

وَقَفَتْني عَلى الأَسَى وَالنّحِيبِ … مُقْلَتَا ذَلِكَ الغَزَالِ الرّبِيب

كلما عادني السلوُّ ؛ رماني … غنْجُ ألحاظِهِ بِسَهْمٍ مُصِيبِ

فَاتِرَاتٍ قَوَاتِلٍ، فَاتِنَاتٍ، … فاتكاتٌ سهامها في القلوبِ

هَلْ لِصَبٍّ مُتَيَّمٍ مِنْ مُعِينٍ؟ … و لداءٍ مخامرٍ منْ طبيبِ ؟

أيّهَا المُذْنِبُ المُعَاتِبُ حَتى … خِلْتُ أنّ الذّنُوبَ كانَتْ ذُنوبي

كنْ كما شئتَ منْ وصالٍ وهجرٍ … غِيَرُ قَلْبي عَلَيْكَ غَيرُ كَئِيبِ

لكَ جسمُ الهوى ، وثغرُ الأقاحي ، … و نسيمُ الصبا ، وقدُّ القضيبِ

قَد جَحدتَ الهَوَى وَلكِنْ أقَرّتْ … سِيمِيَاءُ الهَوَى وَلَحظُ المُرِيبِ

أنا في حالتي وصالٍ وهجرٍ … من جوى الحبِّ في عذابٍ مذيبِ

بينَ قربٍ منغصٍ بصدودٍ … ووصالٍ منغصٍ برقيبِ

يَا خَلِيليَّ، خَلِّياني وَدَمْعي … إنّ في الدّمْعِ رَاحَة َ المَكْرُوبِ

ما تقولانِ في جهادٍ محبٍ … وَقَفَ القَلْبَ في سَبِيلِ الحَبِيبِ؟

هلْ منَْ الظاعنينَ مهدٍ سلامي … للفَتى المَاجِدِ الأرِيبِ الأدِيبِ؟

ابنُ عَمّي الدّاني عَلى شَحطِ دارٍ … وَالقرِيبُ المَحَلّ غَيرُ قَرِيبِ

خالصُ الودِّ ، صادقُ الوعدِ ، أنسي … في حُضُورِي مُحافظٌ في مَغِيبي

كُلَّ يَوْمٍ يُهْدي إليّ رِيَاضاً … جادها فكرهُ بغيثٍ سكوبِ

وارداتٍ بكلِ أنسٍ وبرٍّ … وَافِدَاتٍ بِكُلّ حُسْنٍ وَطِيبِ

” يابنَ نصرٍ ” وقيتَ بؤسَ الليالي … و صروفَ الردى ، وكربَ الخطوبِ

بَانَ صَبْرِي لمّا تَأمّلَ طَرْفي: … بَانَ صَبري ببَينِ ظَبيٍ رَبِيبِ