ومُشتعِلِ الخدّيْنِ، يسحَرُ طرْفُهُ، – أبو نواس

ومُشتعِلِ الخدّيْنِ، يسحَرُ طرْفُهُ، … له سِمَة ٌ يحكي بها سمة َ البَدرِ

إذا مـا مشَى يهْتَـزّ من دونِ نَحْــرِهِ … وأعْطافِهِ منْهُ إلى منْتَهى الخصرِ

وليستْ خُـطاهُ حينَ يُـزْهَى بـرِدفهِ ، … إذا ما مشَى في الأرضِ ، أكثَر من فِترِ

دعوتُ لهُ باللّيْلِ صاحبَ حانة ٍ … بمـُـنْتقَـصِ الأطـرافِ ، مُـنـخسِفِ الظهرِ

فجاءَ به في اللّيـلِ سَـحْـباً ، كأنّمـا … يجُـرّ قتيـلاً، أو نَـشـيـراً من القَــــبــرِ

فـقـرَبَ من نحـو الأبـاريقِ خَـدّهُ ، … وقَهْـقَـهَ مـسـرُوراً من القَـرْقَـفِ الخـمرِ

فصَبّ فـأبْـدتْ ، ثمّ شُـجّتْ، فكُتّبَتْ … ثمـانٍ من الوَاوَاتِ يضْـحَكْتنُ في سطرِ

فـقـُـلْتُ لها : يا خَمْرُ كمْ لك حجَــة ً ؟ … فقالتْ: سكنْتُ الدنّ ردْحاً من الدهرِ

فـقلتُ لها: كسرى حـواكِ ؛ فعبّسَتْ … وقـالتْ : لقد قصّـرْتَ في قلّـة ِ الصّبرِ

سمعتُ بذي القرْنَينِ قبل خُروجِهِ، … وأدركتُ موسَى قبل صاحبهِ الخِضرِ

ولو أنّني خُـلّـدْتُ فيـه سـكَـنْــتُــهُ … إلى أن يُـنـادي هاتفُ اللهِ بالحـشْـــرِ

فبتْنَا عَلى خيرِ العُقارِ عوابساً، … وإبلِيسُ يحْـدُونَـا بـألـْـوِيــة ِ السكْرِ