ولما التقينا بالغوير عشية ً – ابن معصوم المدني

ولما التقينا بالغوير عشية ً … وفاز بما يرجو مشوقٌ وشائقُ

تبسَّم من أهوَى فقلتُ لصاحبي … بلغتُ المنى هذا العذيبُ وبارقُ

ولاح فقال الصبحُ هذا تبلُّجي … أيكذبُ هذا الصُّبح والصبحُ صادقُ

وفاح فقال الروض نافح عبقتي … وهل نفحت بالمسك قطُّ حَدائقُ

وماس فقال الرمح تلك معاطفي … متى أزهرت فوق الرماح الشقائق

وفاه بنطقٍ خاله الدر نظمه … وهل لفظ الدر المنظم ناطق

وأرخى أثيثاً أوهمَ الليلَ لونُه … ومن أين لِلَّوْن البَهيم مَفارِقُ

وأبدى لحاظاً أقسمَ الريمُ أنَّها … لواحظه لولا السهام الرواشق

وكلهم قد كاد يحكيه مشبهاً … ولكن من أهوى على الكل فائق