ولدي بكيتك بالدموع سخينة – جبران خليل جبران
ولدي بكيتك بالدموع سخينة … هيهات يغني منك طرف دامع
إني تركتك والسلامة كلها … في بردتيك ونور وجهك ساطع
ثم انثنيت ويا لها من أوبة … قلبي بها واه وعقلي ضائع
طال الطريق وكنت أرجو أنني … سأذود عنك وأنني سأدافع
يا ليته طال المسير ولم يكن … بعد النوى هذا اللقاء الفاجع
أفأنت ميت لا لعمري لم تمت … ما أنت إلا في سريرك هاجع
غالطت عيني إذ رأتك موسدا … قل يا حبيبي إنني لك سامع
واحسرتا غلب السكوت ولم تجب … وقضى على الوهم القضاء الواقع
وعلى محياك ابتسام رائق … يجلو فسامته وضوء رائع
قبل الأوان طوتك غائلة الردى … وبطبه خاب الطبيب البارع
هل يقطع الفرع النضير وينثني … عدلا عن الأصل القديم القاطع
ولدي بسهد العين قد ربيته … فأقر عين المجد مذ هو يافع
بدت المخايل للفضائل والعلى … فيه وزكاها تقى وصنائع
حفظ الوصايا واستقام بدينه … وله عن الخطط المريبة وازع
علقت آمالي به ففقدته … وفقدت آمالي فما أنا صانع
واحسرتاه لأمك الثكلى فقد … أودى بزهرتها المصاب الفاجع
ما كان أعجلها لحقاقا بابنها … لو لم يثبتها اليقين الرادع
يا ويح للأعمام لو شاهدتهم … وهم حنايا سعرت وأضالع
بث الخليل وعادل شجويهما … فإذا القوافي في الطروس مدامع
ما في الأولى عرفوك إلا واجم … لفداة البلوى والا جازع
يا ساكن الفردوس إن سلب الأسى … ألبابنا فلأنت نعم الشافع
قل للذي هو خالقي ومجربي … إني له العبد المطيع الخاضع
واسأله غفرانا لزلاتي فقد … ثقلت علي وعفو ربك واسع
واسأله لي صبرا فحسبي من رضى … بالله أنك في رضاه راتع
أرجو لقاءك حين يأذن منعما … إني له وإليه إني راجع