وقَبْلَكِ لَم يَكُنْ شَيءٌ – عبدالعزيز جويدة

لأنَّكِ أولُ الأسماءْ

وقبلَكِ كانتِ الدُّنيا

بلا صَوتٍ

فكَونٌ كلُّهُ أخرَسْ

وأرضٌ كلُّها صَمَّاءْ

وقَبلَكِ لَم يَكُنْ شَيءٌ لِنعرِفَهُ

ولا كانتْ حُروفُ هِجاءْ

ولا كانتْ قَواميسٌ

ولا كانتْ حضاراتٌ

ولا أُنثَى تُلَطِّفُ هذهِ الدنيا ..

بقَطرَةِ ماءْ

وقبلَكِ لَم تكنْ شَمسٌ

ولا قَمرٌ ولا أرضٌ

فَراغٌ حولَنا الدنيا

ومَحضُ فَضاءْ

وقبلَكِ لَم يَكنْ شرقٌ ولا غَربٌ

وكانَ الكونُ مُنقطعًا

فلا حِسٌّ ولا خَبرٌ ، ولا أنباءْ

وقبلَكِ كنتُ في جهلي

وفي غَيِّي أنا أمشي صباحَ مَساءْ

أُناديكِ..

وليسَ يُجيبُني أحَدٌ

سِوَى الأصداءْ

وأزعُمُ:

مِن هنا تأتي

هُنالِكَ ربَّما تأتي

أوزِّعُ نَفسيَ الحيرَى

على الأرجاءْ

وأنتَظرُ .. وأنتظرُ

وتَسخَرُ زُمْرَةُ الجُهَلاءْ

وفي يَومٍ أتى حُبُّكْ ..

كنهرِ ضياءْ

فصاحَ الكونُ:

يا بُشرى..

نَبيٌّ جاءْ