وشمس خدورٍ لو بدت من خدورِها – الخُبز أَرزي

وشمس خدورٍ لو بدت من خدورِها … لرضوان أزرَت بالجنان وحُورِها

إذا ما بدت لو لم يكن ماءُ وجهِها … يدافع عنّا لاحترقنا بنورِها

إذا ما أجالت طرفَها سجد الهوى … لأجفانها من غنجها وفتورِها

تَعلَّم غصنُ البان من حركاتها … فنوناً وما يأتي بعُشر عشيرِها

يُرى حَليُها من حسنها متزيناً … ومن طِيبها يزدادُ طِيبُ عبيرِها

إذا مسها لينُ الحريرِ فجسمُها … ينعِّم ما قد مسَّها من حريرها

لها نعمةٌ لو في المعاد تقسمت … لعاشت بها الموتى الى نفخ صُورها

ولو ضربت بين القبور بنَغمةٍ … لقهقهتِ الموتى لها من قبورِها

لو اَنَّ سليمانَ النبيَّ يخالُها … توهَّمها بلقيسَ فوق سريرِها

فتاةٌ لها عندي حديثٌ وإنما … لواحظُها قد حدَّثَت عن ضميرِها

تُؤخِّر عن قلبي نصيبَ سرورِه … وقد عَجَّلت للعين بعضَ سرورِها

إذا جئت عطشاناً إلى ماء وصلها … فما يُنقَع الصادي بصفو غديرِها

لها صدقُ إعراضٍ وزُورُ تعرُّضٍ … فيا حَسرَتا من صدقها لي وزُورِها

تُرضّي خيال الناس عند مغيبها … وتُبدي إشارات المنى في حضورِها

وقولوا لها إني أسيرٌ بحبِّها … فهل عندها من رحمةٍ لأسيرِها

ستتلف روحي وهي روحٌ خطيرة … لئن بخلت عنّي ببذل خطيرِها

فإن أحسنت جازيتُ ذاك وإن يكن … غروراً فلا جازيتُها بغرورِها

فيا سُؤلَ قلبي أوضِحي مسلك المُنى … لروحي فقد حَيَّرتِها في أُمورها

أجَنَّة وصلٍ نرتعي في نعيمها … أنارُ صدودٍ نصطلي في سعيرِها

فإنَّ حراماً أن تُعَرَّض مهجة … لموتٍ ولم يُعلَم مكانُ مصيرِها

فها أنا روحي في السياق فزَخرفي … جِنانَ مناها وابعثي ببشيرِها

وشاهدُ ما ألقاه مني رسالتي … أتَتكِ سطورُ الدمع فوق سطورِها