وسارية ٍ لا تمَلُّ البُكا، – ابن المعتز
وسارية ٍ لا تمَلُّ البُكا، … جرَى دمعُها في خُدودِ الثّرى
سرتْ تقدحُ الصبحَ في ليلها ، … ببرقٍ كهندية ٍ تنتضى
فلمّا دنَتْ جَلجلت في السّما … ءِ رَعداً أجَشّ كجرّ الرّحَى
ضمانٌ عليها ارتداعُ اليَفا … عِ بأنوارِها، واعتجارُ الرُّبَى
فما زالَ مدمعها باكياً … على التُّربِ حتى اكتسى ما اكتسى
فأضحتْ سواءً وجوهُ البلادِ ، … وجُنّ النّباتُ بها، والتقى
وكأسٍ سبقتُ إلى شُربِها … عذولي ، كذوبِ عقيقٍ جرى
يسيرُ بها غصنٌ ناعمٌ ، … من البانِ مغرسهُ في نقا
إذا شِئتُ كلّمَني بالجفو … نِ من مقلة ٍ كحلتْ في الهوى
له شَعَرٌ مثلُ نَسجِ الدّروعِ، … وطَرفٌ سَقيمٌ، إذا ما رَنَا
ويَضْحَكُ عن أُقحُوانِ الرِّيا … ضِ، ويَغسِلُه بالعَشيّ النّدَى
و مصباحنا قمرٌ مشرقٌ ، … كترسِ اللجين يشقّ الدجى
سقى اللهُ أهلَ الحمى وابلاً … سَفوحاً، وقلّ لأهلِ الحِمى
لئنْ بانَ صرفُ زمانٍ بنا ، … لما زالَ يفعلُ ما قد تَرَى
ومُهلِكَة ٍ لامِعٍ آلُها، … قطعتُ بحرفٍ أمونِ الخطا
لها ذَنَبٌ مثْلُ خوصِ العَسيبِ، … وأربَعَة ٌ تَرتمي بالحَصَى
بناها الربيعُ بناءَ الكثيبِ … تسوقُ رِياحَ الهواء النّقا
فما زالَ يدئبها ماجدٌ ، … علآ الأين حتى انطوت وانطوى
بأرضٍ تأوّلَ آياتِها … على الظعنِ يخبطُ فيها الهوى
صرعتُ المطيَّ لأرقى لها ، … فما اعتذرتْ بينها بالوجى
وذي كُرَبٍ، إذ دعاني أجبتُ، … فلبيتهُ مسرعاً ، إذ دعا
بطرفٍ أقبّ عريضِ اللبا … نِ، ضافي السّبيبِ سليمِ الشّظا
وفتيانِ حربٍ يُجِيبونَها … بزُرقِ الأسِنّة ِ فوقَ القَنا
كغابٍ تحرقُ أطرافه … على لجة ٍ / من حديدٍ جرى
فكنتُ لَهُ دونَ ما يَتّقي … مجناً ، ومزقتُ عنه العدا
أنا ابنُ الذي ساءهمْ في الحياة ِ … و سادهم بي تحتَ الثرى
وما لي في أحَدٍ مَرْغَبٌ، … بلَى ، فيّ يَرغَبُ كلُّ الوَرَى
و اسهرُ للمجدِ والمكرماتِ ، … إذا اكتحَلَتْ أعينٌ بالكَرَى