وداع والمودع خير راق – ابن شهاب

وداع والمودع خير راق … بهمته ذرى السبع الطباق

ونأي والمفارق بحر علم … تدفقُ منه في الهند السواقي

وطود رام في الآفاق ضرباً … وذلك من بديع الإتفاق

أبٌ رؤوف بأهل العلم بر … شفوق بالقطين وبالأفاقي

عماد الملك يا ابن السادة المشترين … المجد بالقضب الرقاق

ورافع راية الأداب في الهند … لم ترفع بمصر ولا العراق

أعن قصد نويت نوى شطوناً … بمن خلَّفت ممقرة المذاق

لقد صاحبتنا زمناً طويلاً … وما عوّدتنا مضض الفراق

فأثنت ألسن وحنت قلوب … ولم تبخل بصيبها المآقي

لئن فارقتنا بالجسم فاعلم … بأنك في القلوب أجل وباقي

فإن لك اليد البيضاء فيما … شرحت لنا من الحِكَم الدقاق

وأيقظت المعارف من سبات … بها أودى إلى ضيق الخناق

فأضحت باهتمامك والترقي … يباريها على قدم وساق

عقلت أوابد الآداب فيها … وكانت قبل دائمة الأباق

فشكرك راسخ في كل نفس … إلى أن تبلغ الروح التراقي

ولا زلت المجلي إن جرت في … ميادين العلا جرد السباق

وكن فيمن تركت قرير عين … فإن الكأس في يد خير ساقي

إذا الحسن السراج تلا حسيناً … إلى أمد فأجدر باللحاق

سيبني مثلما تبني ويسري … سراك فيرتقي أسمى المراقي

إذا ما القوس في يد من براها … رأيت الصيد مشدود الوثاق

ونسأله تعالى إذ قضى بالنوى … يقضى بتقريب التلاقي

ونطلب منه تأييداً ونصراً … وتمكيناً برغم ذوي النفاق

لسلطان البلاد الآصفي … الجواد المترع الدلو الدهاق

ويحبوه الكريم مديد عمر … يبدد فيه غضراء الشقاق

ويرفع شان نجليه امتناناً … بحرمة جاه ممتطىء البراق