وحيٍّ منْ بني جشمِ بنِ بكرٍ – الأبيوردي
وحيٍّ منْ بني جشمِ بنِ بكرٍ … يُزيرونَ القنا ثغرَ الأعادي
إِذَا نَزَلُوا الحِمَى مِنْ أَرْضِ نَجْدٍ … كَفَوْهُ تَرَقُّبَ الدِّيَمِ الغَوادي
أَعارِيبٌ إِذا غَضِبُوا تَرَوَّتْ … دماً سرباً أنابيبُ الصِّعادِ
لهمْ أيدٍ تشدُّ عرا علاهمْ … بِأَطْرافِ المُهَنَّدَة ِ الحِدادِ
وأعناقٌ بها صيدٌ قديمٌ … تُواري العِزَّ بِاللِّمَمِ الجِعادِ
وَلَوْ جاوَرْتَهُمْ لَنُشِغْتَ كِبْراً … يخيِّمُ بينَ جيدكَ والنَّجادِ
إذا ما جفَّ ظهرُ الأرضِ محلاً … فهمْ أندى البريَّة ِ بطنَ وادِ
وفيهم كلُّ واضحة ِ المحيَّا … كأنَّ وشاحها قلقاً وسادي
وَلَوْلا عَتْبُها انْتَعَلَتْ نَجيعاً … إلى حضنٍ حوافرُ منْ جيادي
نَأَتْ فَكَأَنَّ أَجْفانِي طَوَتْها … تباريح الهمومِ على قتادِ
وَبَيْنَ عُقودِها وَالْقُرْطِ بُعْدٌ … حَكى ما بَيْنَهُنَّ مِنَ الْبِعادِ
أغُصُّ العينَ بالعبراتِ وجداً … لأنِّي بالهوى شرقُ الفؤادِ