وجْهُ بنانٍ كأنّهُ قمَرٌ – أبو نواس
وجْهُ بنانٍ كأنّهُ قمَرٌ … يَلُوحُ في لَيلَة ِ الثّلاثينِ
والْخَدُّ من حُسنِهِ وبَهجَتِهِ … كطاقة ِ الشّوكِ في الرّياحينِ
مُبادِرٌ مِنْ جَبينِها نَسَمٌ، … في الطِّيبِ يحكي مباولَ العِينِ
و الفمُ من ضيقهِ إذا ابتسمتْ … كأنّهُ قَصعَة ُ المساكينِ
لها ثنايا تحكي ببهجتِها … وحُسنِها ألسُنَ الْمَوازينِ
وحسبُكَ الحسنُ في ضَفائرها … مثلُ الشّماريخِ في العراجينِ
والجِيدُ زَيْنٌ لِمَنْ تأمّلَهُ … أشْبَهُ شيءٍ بجِيدِ تِنّينِ
ومَنكِباها في حُسنِ خَلقِهِما … في مثلِ رُمَّانتينِ منْ طينِ
والبَطنُ طاوٍ تحكي لَطافَتُهُ … ما ضمَّنوهُ كُتْبَ الدَّواوينِ
و السّاقُ برّاقة ٌ خلاخِلُها، … كأنّها مِحْرَكُ الأتاتينِ
تفْتِنُ مَن رامَها بلحظتِها ، … كأنّها لحظَة ُ الْمَجانينِ
وأحْسَنُ النّاسِ مَحجِـراً أنِـقـاً … أشبَهُ شيءٍ بمحجِرِ النّونِ
وأقرَبُ النّاسِ في الْخُطى خفراً … خطوتُها مِنْ نَسَا إلى الصّينِ
وُلدْتِ مِنْ أسرَة ٍ مُباركة ٍ، … لاعيبَ فيهمْ ، من الشّياطيـنِ