وجدتُ ابنَ آدَمَ في غِرّةٍ، – أبوالعلاء المعري
وجدتُ ابنَ آدَمَ في غِرّةٍ، … بما يَستَفيدُ وما يَطّرِفْ
تَعَلّقَ دُنياهُ قَبلَ الفِطامِ، … وما زالَ يدْأبُ حتى خَرِف
وتَسمُو لِطارِفِها عَينُهُ، … وخَيرٌ لناظِرِها لو طُرِف
يُسَرُّ بها، عَصرَ إقبالِها … كأنّ تَغَيُّرَها ما عُرِف
ويَذرِفُ، من حُبّها، دَمعَهُ، … وما يَجلُبُ الحَظَّ دَمعٌ ذُرِف
وكم مرّ، يَوماً، على قَبرِه، … حِسانُ الوُجوهِ، فلم تَشتَرِف
أيَلتَمِسُ الماءَ من ناكِزٍ، … ويَترُكُ جمّاً لِمَنْ يَغترِف؟
ولم يَقترِفْ من رِضا ربّهِ، … ولكنْ جَرائمُه يقترف
كَعاملِ قومٍ أساءَ الصّنيعَ، … ولا ريبَ في أنّه يَنصَرِف
وقد جاءَ، غافِلَنا، رِزقُهُ، … وإن كانَ للقوتِ لم يَحترِف
أيا ظَبيَةَ القاعِ خافي الرّماةَ، … ولا يَخدَعَنّكِ روضٌ يَرِف