وافى وأفق الدجى بالزهد متشح – ابن معصوم المدني
وافى وأفق الدجى بالزهد متشح … والصبحُ قد كادَ للأبصار يتَّضحُ
والبدر يرفل في ظلمائه مرحاً … وضرَّة ُ البَدر عندي زانَها المرحُ
مهفهفٌ تستخِفُّ الراحُ راحَتهُ … ويثقل السكر عطفيه فيرتنح
بدا يطوفُ بها حمراءَ ساطعة ً … في جبهة الليل من لألائها وضح
فاطرحْ زنادك لا تستَوْرِه قَبَساً … لا يقدح الزندَ من في كفِّه القَدَحُ
وافى بها أسرة ً في المجد راسية ً … لا يستفزهم حزنٌ ولا فرح
لهم من الراحِ في الأفراح مُغتَبَقٌ … ومن دماء العِدى في البأس مُصطَبحُ
هُمُ سِمامُ العِدى إن غارة ٌ عَرضتْ … وعم غمام الندى والفضل إن سمحوا
تُخفي وجوهُهمُ الأقمارَ إن سَفَروا … وتُخْجِلُ السحبَ أيديهم إذا مَنَحوا
مالوا إلى فُرص اللَّذات من أمَمٍ … ولم يميلوا عن العليا ولا جنحوا
وبات يمنحُني من دَنِّه مِنحاً … كانت أماني نفسي والهوى منح
وذاتِ حُسنٍ إذا مِيطتْ بَراقعُها … فالشمسُ داهِشَة ٌ والبدرُ مُفتضِحُ
عاتبتُها بعدما مالَ الحديثُ بها … عتباً يمازجه من دلها ملح
فأعرضت ثم لانت بعد قسوتها … حتى إذا لم يَكُن للوصلِ مُطَّرَحُ
أغضت وأرضت بما أهوى وعفتنا … تأبى لنا مأثماً في الحب يجترح
فلم نَزل لابِسي ثوبَ العَفاف إلى … أن كادَ يظهرُ في فرع الدُّجى جَلحُ
قامت وقمتُ وفي أثوابنا أرَجٌ … من الوِصالِ وفي أكبادِنا قُرحُ
ما أصعَبَ الحبَّ من خطبٍ وأبْرَحَه … بذي العَفاف وإن أخفى الذي يَضِحُ