وافى كتابُ ولينا الغزالِ – محيي الدين بن عربي
وافى كتابُ ولينا الغزالِ … مني على شوقٍ لهُ متوالِ
وفضَضْتُ خاتمه الكريمَ فلم أجد … غيرَ الجمالِ مقيداً بوصالِ
فأخذته فالاً وسرت مبادراً … فوجدتُ ما أضمرته في الفال
فتنزَّلَ الأمرُ العليّ لخاطري … بحقائق الأمر العزيز العالي
فظهرتُ مرتدياً بثوبِ جلالة ٍ … بينَ العبادِ مؤوزاً بجمالِ
كلتا يديّ يمين ربي خلقته … واللهُ قد أخفى عليَّ شمالي
وخطوتُ عنهُ خطوة ً وترية َ … منه إليه بأمرِه المتعالي
فلحظت ما قد كنتُ قبل علمته … فعلمتُ أني لم أزل عن حالي
فالعينُ عينُ مشاهدٍ في علمهِ … ما دامَ في كونٍ وفيَّ اضمحلالِ
فإذا تخلص عن كيانِ وجوده … بالموتِ عاينَ غيرَ ما في البالِ
ويكون يشهدُ فوق رتبة ِ علمه … بشهودِهِ في عالمِ الترحالِ
فكأنّ ما يبديه عَزَّ جلاله … منْ ذاتهِ للعلمِ لمحة َ وآلِ