واحربا من كَبِدِي، واحَربَا، – محيي الدين بن عربي

واحربا من كَبِدِي، واحَربَا، … واطربا منْ خلدي واطربا

في كَبدي نارُ جَوًى مُحرِقة ٌ … في خلدي بدرُ دجى ً قدْ غرباْ

يا مسكُ، يا بدرُ ويا غصنُ نقاً، … ما أوًرَقَا، ما أنوَرَا، ما أطْيَبَا

يَا مَبسِماً أحبَبتُ منهُ الحَبَبَا، … ويا رُضاباً ذُقتُ منهُ الضَّربا

يا قمراً في شفقٍ منْ خفرٍ … في خدِّهِ لاحَ لنا منتقبا

لَو أنّهُ يُسفِرُ عَن بُرْقُعِهِ … كان عَذاباً، فلِهذا احتجَبَا

شمسُ ضُحًى في فَلَكٍ طالِعَة ٌ، … غُصنُ نَقاً في رَوْضَة ٍ نُصِبَا

ظلتْ لها منْ حذرٍ مُرتقبا … والغُصْنُ أسقِيهِ سماءً صَيّبا

إنْ طلعتْ كانتْ لعيني عجباْ … أو غربتْ كانتْ لحيني سببا

مذْ عقدَ الحسُنُ على مفرقها … تاجاً منَ التِّبرِ عشقتُ الذَّهبا

لو أنّ إبلِيسَ رَأى مِن آدَمٍ … نورُ مُحيَّاها عليهِ ما أبى

لو أنّ إدرِيسَ رأى ما رقَم الـ … ـحُسنُ بخَدّيْها إذاً ما كَتَبَا

لو أنَّ بلقيسَ رأتْ رفرفها … ما خَطَرَ العرْشُ ولا الصرْحُ بِبَا

يا سرْحَة َ الوَادي ويَا بَانَ الغَضَا … أهدُوا لنا من نَشرِكُم معَ الصَّبَا

ممسَّكاً يفوحُ ريَّاهُ لنا … منْ زهرِ أهضامكَ أوْ زهرِ الرُّبى

يا بانَة َ الوادي أرِينا فَنَناً … في لبنِ أعطافٍ لها أوقُضُبا

ريحُ صبا تخبرُ عنْ عصرِ صِباً … بحاجرٍ أوْ بمنى ً أوْ بقبا

أوْ بالنَّقا، فالمنحني عندَ الحمى … أوْ لَعْلَعٍ حيثُ مَرَاتعُ الظِّبا

لا عجبٌ لا عجبٌ لا عجبا … منْ عربي يتهاوى العربا

يفنى ، إذا ما صَدَحَتْ قُمريّة ٌ … بذِكْرِ مَنْ يهْوَاهُ فيهِ طَرَبا

كلمات: بدر بن عبدالمحسن

ألحان: عبدالرب ادريس