وأنمرِ الجِلدَة ِ صَيّرْتُهُ – أبو نواس
وأنمرِ الجِلدَة ِ صَيّرْتُهُ … في النّاسِ زاغاً أو شِقِرّاقَا
إذا رآني صَـدّنـي جـانبـاً ، … كأنّما جُرّعَ غَسّاقَا
و المــوْتُ لا يُـخبـِـرُ عن طَعمِـهِ … إنْ أنـتَ سـاءلتَ كـمنْ ذاقَـا
مازِلْتُ أُجـري كَلكَـلي فـوقَـه … حتى دَعا مِنْ تحتِهِ قَاقَا
نُـبّـئْـتَ زُنْـبـوراً غَـداً آنِـفـاً … منّي، وَاسْتَصْحبتُ أبّاقَا
فقلتُ: كفوا بعضَ سخرِيّكم … فلَيسَ بالهَيّنِ ما لاقَى
مـرّ على الكرْخ ، وقـد أوْسعتْ … يدُ الهجاءِ الوَجْهَ ألياقَا
مُلتَفتاً يَسحَبُ مِن خَلفِهِ … أزِمّة ً تَتْرَى وَأرْبَاقَا
وكنتُ قد شمْتُ لِمَحتومكم … سَحابَة ً تَبرُقُ إبْراقَا
حتى إذا استَـجلَيتُهـا لم أجِـدْ … لبـَـرْقِـهـا ذلــكَ مِـصْـداقَــا
يا شاعِرانِ اشتَركا فيّ قدْ … كنتُ إلى ذا اليـومِ مُشتـاقَـا
لـم تُسعِـداني بهِجـائِكُـمـا ، … أكـلُّ ذا بخـــلاً وَ إشْـفــاقَــا
تَتارَكا أنْ رَأياني إلى … ما هَيّجَا أغْلَبَ مِعنَاقَا
فـاكْـتَـسَـبـا مَـن يَـدّعـي ذا وذا … قَـلائــداً تَبْـقَـى وَأطـْـواقَـا