هَلْ عَرَفْتَ الدّيارَ يابنَ أُوَيْسٍ – الأخطل
هَلْ عَرَفْتَ الدّيارَ يابنَ أُوَيْسٍ … دارِساً نُؤيُها كخَطّ الزَّبورِ
بدلتْ بعدَ نعمة ٍ وأنيسٍ … صوْتَ هامٍ ومَكْنِسَ اليَعْفورِ
وأواري بَقينَ فيها خلاءً … حَوْلَ خَدَ مِنَ القَطا مَأمورِ
ذاكَ إذْ كُنَّ والشّبابُ جَميعٌ … في زمانٍ كلمعِ ثوبِ البشيرِ
إنّما الشَيْخُ هُزْأة ٌ للغواني … لَيْسَ في حُبّهِنَّ بالمَعْذورِ
والغواني إذا وعدْنَ خَليلاً … كاذباتٌ يعدنَ وعدَ الغرورِ
علِّلاني بشَرْبَة ٍ مِنْ كَميْتٍ … نعمة ُ النيم في شبا الزَّمهَريرِ
مِن سُلافٍ أجادها طابِخاها … لمْ تمُتْ كلَّ مَوْتِها في القُدُورِ
ليسَ بؤسٌ ولا نعيمٌ بباق … لمسرّ بهِ ولا مسرورِ
أهلكَ البغيُ بالجزيرة ِ قيساً … فهوتْ في مغرقِ الخابورِ
طَلبوا المَوْتَ عِنْدَنا فأتاهُمْ … منْ قبولٍ عليهم ودبورِ
يومَ تردي الكماة ُ حولَ عميرٍ … حَجَلانَ النّسورِ حَوْلَ الجَزورِ
ربّ جبارِ معشرٍ قد قتلنا … كان في يومهِ شديدَ النكيرِ
بشروا حميرَ القيولَ وكلباً … بعميرٍ وشلوهِ المجزُورِ
واشرَبا ما شرِبْتُما إنَّ قَيْساً … من قتيلٍ وهارب وأسير
وطحنا قيس بن عيلانَ طحناً … ورحنا على تميم تدورُ
واسألوا النّاس يا معاشِرَ قَيْسٍ … لمنِ الدارُ بعدَ جهدِ النفير
كَمْ ترى مِنْ مُقاتلٍ وقَتيلٍ … وسنانٍ بعاملٍ مكسورِ
ورؤوسِ من الرجالِ تدهْدَى … وجَوادٍ بسَرْجِهِ مَعْقُورِ
ثم فاءتْ سيوفُنا حينَ أبنا … بجميلٍ منَ البلاء فخورِ