هي عدن لكنها من جهنم – ابن شهاب
هي عدن لكنها من جهنم … عندها يمرض الصحيح ويسقم
عندليب الحبور والبشر نمنم … وهزار السرور بالسر ترجم
وجرى سجسج النسيم عليلا … شافياً للفؤاد من زعزع الهم
والأغاني على بساط التهاني … والمثاني رخيمها يترنم
وعلى ذكر من نحب شربنا … ما براح الأفراح يا صاح مأثم
حق لي أن أتيه زهواً وأن … أختال فخراً وليس ذا بالمحرم
إذ قضاني الزمان غاية آما … لي فما لي بذمّة الدهر مغرم
حيث حطّت ركائبي برحاب … قُدِّست أن يحل ساحاتها الذم
عَدَنٌ وهي في الحقيقة عدنٌ … جنة ٌ أزلفت لمن سوحها أم
بلدٌ طيبٌ وربٌّ غفورٌ … وقصورٌ سرورُ سكانها عم
ومغان كأنها في جنانٍ … وغوان كالحور أو هي أنعم
حيث يُرعَى الذمام والجار يُحمَي … ويعز القطين فيها ويكرم
حلها العيدروس في سالف العصر … وفي سفحها المبارك خيم
وبها الآن من بنيه كرامٌ … هم نجوم الهدى إذا الليل أظلم
كابن زين إذا انتمى علويّ … لُذْ به تغن عن سواه وتغنم
صفوة الآل من سلالة طه … وارث السر من كريم فأكرم
عنصر طيّب وأصل كريم … ونجارٌ لدى الفخار مقدم
وبها من أولي الزعامة والسؤدد … مّن حوض جارهم لا يهدم
مثل زين ابن أحمد العَلَم المفرد … والسيد الجليل المفخم
وكقاضي القضاة يحيى الذي أوتي … ما أوتي الخليل ابن أدهم
نخبة العترة الأولى أدركوا السبق … إلى العز فهو خير ميمّم
أخذ العلم عن ذوي العلم حتى … صار أعلى من الجميع وأعلم
والوزير الذي إلى ذروة السؤدد … مرقاه والمطاع المعظّم
صالح الاسم والمسمّى أبي الأشبالِ … من روح جعفر الفيض منتم
ثاقب الرأي نافذ الأمر مهما … يقض في أمة تحرى وأبرم
مسفر الوجه والمهذب أخلاقاً … ونفساً مظفر حيث يمّم
لا رعى الله حاسديه ولا زال … وأيَّامه به تتبسّم
والحسيب النسيب نجل سليمان … الزكيّ الأصول والخال والعم
من بني الأهدل الذين لهم في … كلِّ فنٍّ تفسير ما كان مبهم
لم يزل دأبه الترقّي إلى ما … غبّه الحمد والثناء المنظّم
وكذا الحسن العلي الذي … إحسانه شائع وراحته يم
نائب الدولة العلية والقائم … عنها بما من الأمر يلزم
في خصال الكمال ما شئت حدث … عنه إذ ليس بالحديث المرجم
والصديق الأغر نجل سعيدٍ … للوفا صاحب وللجود توأم
ما أرى ذا حجى ً من الناس إلا … لأبي بكرٍ الزبيدي سلم
رافع الهمّة المنزّه عن عيب … وسفساف كل حال مذمم
وهو منوال كل رأي فمهما … حل خطب أسدى الأمور وألحم
صاح من مثل هؤلاء فكل … منهم بالجميل مغرى ومغرم
هم بناة المكارم الوارثون … المجد والمشتروه بالثمن الجم
وبهم في البلاد شرقاً وغرباً … يقتدي خاطب المعالي ويأتم