هي الحرة الزهراء جاءت على وعد – جبران خليل جبران
هي الحرة الزهراء جاءت على وعد … جلتها لك العلياء من مطلع السعد
عروس يراها المعجبون كأمها … مثال كمال فوق طائلة النقد
نماها فؤاد وهو أروع فاضل … صفي وفي غير مؤتشب الود
يدين له عاصي المآرب من على … ويدنو له قاصي الرغائب من بعد
يسوس بحزم أمره كل أمره … ولا ينثني جورا عن الخطة القصد
فيا ابن أبي الإحسان أشرف منتمى … ويا أسبق الفتيان في حلبة الكد
ويا كوكبا أمسى بآية وجده … قرين الثريا بوركت آية الوجد
أبوك بنى صرحا علا فاقتفيته … وأعليت ما تبني على العلم الفرد
لسمعان في كل القلوب مكانة … بها حل في أوج الكرامة والمجد
وناهيك بالشهم الذي يبلغ السهى … وليس بذي ند وليس بذي ضد
خبير بتصريف الحياة وأهلها … بصير بتحقيق للبعيد من القصد
كبير بمسعاه كبير بحظه … ولا فوز إلا نصرك الجدبا لجد
معمر أحياء الفضائل والنهى … بنسل من الآلاء ليس بذي عد
بنوه فروع زاكيات كأصلها … وهل عذبات الرند إلا من الرند
بهم كل مأمول بهم كل متقى … فللصحب ما يرضي وللخصم ما يردي
رعى الله أما أنجبتهم وثقفت … خلائقهم لم تأل يوما عن الجهد
هي الزوج أوفى ما تكون لزوجها … هي الأم أحنى ما تكون على الولد
هي القدوة المثلى لكل عفيفة … بأنس له حد وتقوى بلا حد
بقلبي أدعو أن يتم شفاؤها … وذلك فضل لست أدعو به وحدي
فتكمل أفراح البنين بعهدها … وتبقى بها الأفراح موصولة العهد
ألا أيها الصرح الذي ضاق رحبه … بحشد وأكرم بالأعزاء من حشد
أقرت عيون الجاه فيك لييلة … مطردة الأشجان موموقة السهد
رأى العلية الراقون نظامها … فراعتهم روع الفريدة في العقد
إذا فاتت العافين آية حسنها … فما فاتهم أن يقرأوا سورة الحمد
تدفقت الأنوار منها على الدجى … زواهر فيها البرء للأعين الرمد
وفي داخل روض يغازل بالحلى … وفي خارج روض يراسل بالند
وقد أنشد الورد العروسين داعيا … دعاء مجاب الصمت في مسمع الخلد
بأن يعمرا عمرا مديدا وينعما … نعيما جديدا دائم العود كالورد