هو الربع لكن غير الدمع مغناه – الهبل
هو الربع لكن غير الدمع مغناه … فلا تنكروه إن محاه وأبلاه
وأقفر ممن تعهدون فقلتم … سواه ولا والله ما هو إلا هو
يذكرني شاري البروق أهليه … فيضمن دمعي عند ذلك سقياه
ويرتاح قلبي إن تذكرتهم وقد … تهون ما يلقى المتيم ذكراه
سقى الله عصرا فيه قد ضم شملنا … جميعا ودهرا بالوصال قطعناه
وأنسا بهم أبدلت عنه بوحشة … وعيشا تقضي لست والله أنساه
فيا ليت شعري هل يعود زمانه … ويسعد دهري في المنام بلقياه
وقائلة صبرا على غصص النوى … فقد قيل أن الصبر تحمد عقباه
ومن يك لم يصبر مع القرب قلبه … فكيف وقد زم الرحيل مطاياه
فآها لصب كلما ذكر النوى … أبا ذكرها أن يطعم النوم جفناه
وآها لآمال طوتها جوانحي … إذا هب داعيها بدمعي لباه
أقول لعل الدهر قد نام طرفه … وجاء من الإقبال ما أتمناه
ومهما أومل قط من نيل حاجة … أباها علي الدهر ما لي وإياه
وليس على الأيام تقريب مطلب … إذا أبعد الشخص المؤمل مرماه
ألا في سبيل الحب قلب معذب … رماه بسهم البعد من كان يهواه
قضى برهة في طيب عيش بوصله … فأبعده عنه الزمان وأقصاه
ودري ثغر ما له من مشابه … وربتما للناس في الناس أشباه
تمثل لي بالسحر وردا ونرجسا … وما هي إلا وجنتاه وعيناه
دعاني إلى دين الصبابة طرفه … ولم أدر ما دين الصبابة لولاه
فيا ويح قلبي ما أشد خضوعه … لديه وما أقساه قلبا وأجفاه
وأحفظني حبا لعهد وداده … وأوهن عقد الود مني وأوهاه
ومكتئب أخفي هواه صبابة … زمانا فأضناه سقاما وأحفاه
يهيم لعلوي النسيم إذا سرى … بنشر أقاحي حاجر وخزاماه
ويصبو إلى الأغصان أغصان رامة … إذا ذكرته قد من كان يهواه
ويسأل عن حال العقيق وأهله … ألا فسقى الله العقيق وحياه
ويذري لتذكار الغوير مدامعا … تكفل عن أيدي الغمام بسقياه
ويذكر نعمان الأراك فينتشي … بعاثر رياه فكيف برؤياه
وما أنس لا أنس الحمى ولربما … تحول دهر بالمحب فأنساه
وليل سريناه على متن همة … تكلفنا ما يعجز الدهر مأتاه
تكفل فيه النسر خفض جناحه … لعزم فتى لا يرتقي النسر مرقاه
وقد وقفت فيه الثريا كأنما … تعرفنا أدنى الطريق وأقصاه
كأن عصا الجوزاء حدت لسيرها … من الأفق حدا فهي لا تتعداه
فشبهتها بين النجوم وقد بدت … بكف صفي الدين بين عطاياه
فتى لا يداني في المكارم رفعة … ولا تبلغ الأوهام في المجد مرماه
فتى جل قدرا في الورى عن مشابه … من الخلق طرا والخلائق أشباه
أخو كرم لا يبتدي القول واعدا … بجدواه حتى تبتدي الفعل كفاه
وما هو إلا عقد مجد وسؤدد … وتبر من العلياء أخلصه الله
فلو أنصفت غر الأهلة نعله … لكان على الأحداق منهن ممشاه
صفي الهدى كن حيث شئت من العلى … فما الجود إلا اسم وأنت مسماه
رويدك ما فوق الكواكب رفعة … فأي محل فوقها تتوخاه
أبا حسن والدهر قد جار واعتدى … علي وبالأضرار قد طال مسعاه
وحملني دينا أبيت لأجله … أسامر نجم الأفق ليلي وأرعاه
فكن منقذي من جوره يابن حيدر … وكن صارفا عني أذاه وبلواه
أنلني من المعروف ما أنت أهله … وقل لتصاريف القضا قد أجرناه
فسوحك سوح لا يضام نزيله … وكيف يضيم الدهر من أنت مولاه