هوايَ، وإنْ تناءتْ عنكَ دارِي، – ابن زيدون
هوايَ، وإنْ تناءتْ عنكَ دارِي، … كمثلِ هوايَ في حالِ الجوارِ
مقيمٌ، لا تغيّرُهُ عوادٍ، … تباعدُ بينَ أحيانِ المزارِ
رَأيتُكَ قُلتَ: إنّ الوَصْلَ بَدْرٌ؛ … متى خلَتِ البدورُ من السِّرارِ؟
ورَابَكَ أنّني جَلْدٌ صَبُورٌ؛ … وكمْ صبرٍ يكونُ عنِ اصطبارِ
ولمْ أهجرْ لعتبٍ، غيرَ أنّي … أضرّتْ بي مُعاقرة ُ العُقار
وأنّا لخمرَ، ليس لها خمارٌ، … تبرّحُ بي، فكيفَ مع الخمارِ؟
وهَلْ أنْسَى لَدَيْكَ نَعِيمَ عَيْشٍ، … كَوَشْيِ الخَدّ، طُرّزَ بالعِذَارِ؟
وسَاعاتٍ يَجُولُ اللّهوُ فيها … مَجالَ الطّلّ في حَدَقِ البَهارِ؟
وإنْ يكُ قرّ عنْكَ اليومَ جسمي، … فدِيتُ، فما لقلبيَ منْ قرارِ
وكنتَ على البعادِ أجلّ علقٍ … لَدَيّ، فكَيفَ إذْ أصبَحتَ جارِي؟