هنيئا أيها الملك الهمام – جبران خليل جبران

هنيئا أيها الملك الهمام … وأولى أننهنئه المقام

بحسب علاك انك هاشمي … فما يرقى رقيكم الأنام

وأن مكانكم في كل عصر … يحق له الولاء واحترام

أينسى العرب منقذهم حسينا … وما أبلى بنوته العظام

غطارفة بنو مجدا جديدا … يزيد جلاله المجدالقدام

ومن يحصي لعبدالله فضلا … إذا عدت مساعيه الجسام

حلى وشمائل فيه تلاقت … فرائدها ويجمعها نظام

جمال في جلال جاء بدعا … تمامهما وقد عز التمام

ذكاء نوره أبدا مضيء … فما يغشى أشعته ظلام

مضاء كم يفل شباة راي … وراي كم يفل به حسام

ندى بمواقع الحاجات يهمي … أمنه تعلم الجود الغمام

بيان ينتشي الأدباء منه … فهم كالشاربين ولا مدام

حديث تصدر الألباب عنه … وما تدري أسحر أم كلام

أعبدالله هذا اليوم وافى … وللدنيا ببهجته ابتسام

فمصر تهنيء الأردن فيه … و لبنان يهنيء والشآم

وما فيمنزل للعرب إلا … تباشير وزينات تقام

فلا بدع إذا اعتمدت فضافت … رحابك والوفد لها زحام

يؤلف بين حضار وبدو … بها عهدالعروبة والذمام

تحيي عاهلا في كل قلب … له الأمر المطاع والاحتكام

وتغبط أمة بهداك اضحت … وجانبها عزيز لا يرام

فجلت وهي قد قلت عديدا … على أن القليل هم الكرام

بما أوتيت من حزموعزم … أدرت أمورها وعداك ذام

فعش واسلم لهاتسعد وتمجد … ومن تحمي حماه لا يضام