هل عَلِمَ الطَّيفُ عندَ مَسرَاهُ، – صفي الدين الحلي

هل عَلِمَ الطَّيفُ عندَ مَسرَاهُ، … أنّ عُيونَ المحبّ تَرعاهُ؟

هَيّجَ أشواقَنا بزَورَتِهِ، … ثم انثنى ، والقلوبُ أسراهُ

هَجَعتُ كَيما يزورُني قَمَرِي، … أعتبُ طرفي ظلماً وألحاهُ

هلاّ أتى ، والعيونُ ساهرة ٌ، … والنّومُ بالنّوحِ قَد طَرَدناهُ

هديتَ، يا طيفُ، قل لأهلِ منى ً … إنّ المُعَنّى هَواهُ أفناهُ

هَوًى إلى نَحوِكم يُجاذِبُهُ، … وهوَ الذي في البلادِ أقصاهُ

هاجَرَ لمّا هَجَرتُمُوهُ، فما … أغناهُ عن أهلِهِ ومَغناهُ

هامَ، ولم يألفِ البلادَ، وإن … فَرّتْ بتلكَ البلادِ عَيناهُ

هنيُّ عيشٍ لولا فراقكمُ، … أيقنَ أنّ الجنانَ مأواهُ

همتْ بهِ في البلادِ همتهُ، … ونالَ بالسعي ما تمناهُ

هادنهُ دهرهُ، وراهنهُ، … ورامهُ منعماً وأرضاهُ

هذبَ أخلاقهُ الزمانُ، وقد … طهرَ مدحُ ابنِ ارتقٍ فاهُ

هوَ السحابُ الذي بشاشتهُ … بارقهُ، والحيا عطاياهُ

هَتونُ جُودٍ،سماحُ راحتِه … جارَ على مالِهِ، فأفناهُ

همتْ على الناسِ سحبه، فلكم … قَتيل فَقرٍ، نَداهُ أحياهُ

هيهاتَ يدعى بالسحبِ نائلهُ، … فهو نضارٌ، وتلكَ أمواهُ

هولٌ، جميعُ الأهوالِ ترهبه، … خَطبٌ، جَميعُ القلوبِ تَخشاهُ

ها إنّ أمرَ الزّمانِ في يَدِهِ، … يأمرهُ تارة ً وينهاهُ

هلمّ يا طالبَ النّوالِ إلى … من فتكتْ بالنضارِ كفاهُ

هذا الذي أصبحَ الندى مثلاً … يفصحُ عن ذكرهِ، وأسماهُ

هادي البرايا بنورِ طلعتهِ، … مُحيي الرّعايا بفَيضِ جَدواهُ

هلالُ أفقٍ، تيارُ مكرمة ٍ، … تَهَوَى الوَرى حُسنَهُ، وحُسناهُ

همامُ بأس، سهلٌ خلائقهُ، … أنكَرَنا البُؤسُ مُذ عرَفناهُ

هَمّ بنا قَبلَ أن نَهُمَّ بهِ، … فجادَنا قَبلَ أن سألناهُ

هَزّ ليُرضي العُلى عَزيمتَهُ، … فأصبَحَ المالُ بَعضَ قَتلاهُ

هَوّن بها اللُّهَى ، فلو نَطَقتْ، … يوماً، لقالتْ: أعزكَ اللهُ

هني بكَ أيها الملكُ المنصو … رُ، فالدّهرُ فيكَ هَنّاهُ

هَوِيتُ طيبَ الثَّنا، فلا بَرِحتْ … تُحدَى إلى نَحوِكم مَطاياهُ

هبتْ إلى مدحكم جوارحنا، … فكُلّها بالثّناءِ أفواهُ