هل تذكرين ؟ – عبدالعزيز جويدة

هل تَذكرين حبيبتي عهدَ الهوى

أم أنه قد ضاع فيما ضاعْ ؟

مازالَ طيفُكِ حاضرًا عندَ اللقاءِ

وحاضرًا في كل مَرَّاتِ الوداعْ

سُفنُ الهوى قد غادرَتْ

والبحرُ يَزأرُ مِن ورائي

مُعلنًا عِصيانَهُ

وأنا أُفتشُ عن شراعْ

سُفنُ الهوى يا مُنيتي أزليَّةٌ

لا شيءَ يَبقى للذي قد باعْ

أنتِ الحبيبةُ رغمَ مأساتي أنا

صَعْبٌ فَلَنْ تَتَوقَّعِي

حجمَ الذي قد ضاعْ

مازالَ حُبُّكِ في دَمي مُتوضِّئًا

لصلاةِ فجرٍ تائهٍ في القاعْ

مازالَ مجنونًا بحُبِّكِ صَدِّقي

أرجوكِ أن تتحدَّثي

هيَّا انطِقي ،

وتَدفَّقي

ففؤاديَ المسكينُ طائرةٌ

حَمَلَتْ جِرَاحَاتِ الهَوَي وَتَأَهَّبَتْ

وَلِحُسْنِ حَظِّي فِي الهَوَي مَحْبُوبَتِي

قَدْ أُلْغِيَ الإِقْلاعْ

سيظلُّ حبُّكِ دائمًا

يا مُنيتي بيتَ القصيدْ

لولاكِ أنتِ حبيبتي

ما قلتُ أشعارًا ترج القلب رجا

ولم يكنْ هذا النشيدْ

أنتِ التي من حبِّها صارَ الكلامُ مُعبِّرًا

وغدوتُ في لغتي أُجيدْ

عيناكِ وحدَهما

سترسل ألفِ وَحيٍ مِن بعيدْ

في كلِّ حالاتِ الهوى

كم نَشتكي من قسوةِ الأحبابْ

فحضورُهم وغيابُهم في الحالتينِ عذابْ

نشتاقُهم في الحالتينِ

ونشتكي ..

لكنَّنا لا نَعرفُ الأسبابْ

هُم يَسكنونَ عِظامَنا ، ودِماءَنا ، ورُفاتَنا

مِن بعدِ أن صِرنا تُرابْ

يَبقى الأحبةُ رغمَ طولِ رحيلِهم

ما بينَنا

في شكلِ ضوءٍ أو دُموعِ سحابْ

رحلَ الحبيبُ وألتقيهِ وَكُلَّمَا

بينَ الوجوهِ أُطاردُه

لكنني في وجهِهِ أرتابْ

أهو الحبيبُ حقيقةً

أم أنني

في الحبِّ أُخدعُ والحبيبُ سرابْ

عندي يَقينٌ ثابتٌ أن الحبيبَ حقيقةٌ

وعداهُ دومًا زائفٌ كذَّابْ

.