هكذا قالت – عبدالله البردوني

أشقيتني من حيث إمتاعي … فليتعني من ظلمك الناعي

آلفتني حتّى ألفت اللّقا … تركتني وحدي لأوجاعي ؟

أطمعتني فيك فخلّفتني … لجوع آمالي و أطماعي

ورحت – لا عدت – و ألقيتني … وديعة في كفّ مضياع

إن لم يكن لديك قلب ، فهل … رحمت قلبا بين أضلاعي

رعيتني حتّى ملكت الغنى … عنّي فكنت الذئب في الراعي

يا ظالمي و الظلم طبع الحنى … قطفت عمري قبل إيناعي

قد ضاع ما أرجو فما خيفتي … إذا دعاني للفنا داعي

لا ، لم أعاتبك فقد أقلعت … عنك شجوني أيّ إقلاع

إن كنت خدّاعا فإن الورى … ما بين مخدوع و خدّاع

ما بين غلّاب و مستسلم … ما بين محروم و إقطاعي

أوّاه كم أشقى و أسعى إلى … قبري وويح السعي و الساعي

و هكذا قالت ، و في صوتها … دموع قلب جدّ ملتاع