هذا المصلَّى وذا النخيلُ – ابن معصوم المدني
هذا المصلَّى وذا النخيلُ … يا حبذا ظله الظليل
وهذه طيبة ٌ تراءت … فعُجْ بنا أيُّها الدَّليلُ
أما ترى العيسَ من نشاطٍ … تكاد في سيرها تسيل
تميد من تحتنا ارتياحاً … ونحن من فوقها نميل
فاحبس ولا تجهد المطايا … تم السرى وانقضى الرحيل
وانزل ولا تخش من عناءٍ … فها هنا يُكرَمُ النَّزيلُ
وها هنا تدرك الأماني … وها هنا ينقع الغليل
فسل سبيل الورود فيه … فورده العذب سلسبيل
مقام قدسٍ إليه يسمو … من السماوات جبرئيل
وقل صلاة الإله تترى … عليك يا أيها الرسول
يا خير من زمت المطايا … له ومن شُدَّت الحمولُ
أنت الذي جاهه جليلٌ … وجوده وافرٌ جزيل
يدعوك عبدٌ إليك يعزى … فهل له إذ دعا قبول
فؤاده بالأسى جريحٌ … وجسمه بالضنى عليل
قد عاث صرف الزمان فيه … وخانه صبره الجميل
أصبح بالهند في انفرادٍ … فلا عشيرٌ ولا قبيل
ليس به في الورى حفيٌّ … ولا له منهُمُ كفيلُ
وأنت أدرَى بما يُقاسي … فشرحُ أحواله طويلُ
خذ بيدي يا فدتك نفسي … فقد عَفا صَبريَ المُحيلُ
وطال ـ بالرغم ـ عنك بُعدي … فهل إلى قربكم سبيل
فأدْنني منك وانتقذني … من غربة عبؤها ثقيل
فقد تفألت بالتداني … والفأل بالخير لا يفيل
متى أرى يا ترى ركابي … لها إلى طيبة ٍ ذميل
فيشتفي قلبيَ المُعنَّى … ويكتَسي جسميَ النحيلُ
ويُصبحُ الشملُ في اجتماعٍ … والقرب من بعدنا بديل
أرجوك يا أشرف البرايا … وما الرجا فيكَ مُستحيلُ
أن تنجحَ اليومَ كلَّ سُؤلي … وإن أبى دهريَ البخيلُ
صلَّى عليكَ الإلهُ يا من … بجوده تَرتَوي المُحُولُ
والآل والصحب خير آل … جميلُهم في الورى جَليلُ
ما غنت الورق في رياضٍ … وأطرب السجع والهديل