هذا الرثاء الذي تمليه أشجاني – جبران خليل جبران

هذا الرثاء الذي تمليه أشجاني … أخطه ودموعي ملء أجفاني

بيروت ماذا رماني في الصميم وقد … رميت في ملتقى ذكري وتحناني

إن الذي روع الأحباب روعني … يا دار أنسي وما أبكاك أبكاني

تلك النواقيس في قلبي مجلجلة … وللذان صدى مشج بآذاني

بيت هوى بل بيوت أربعون هوت … شتى النواحي دهاها الرزء في آن

تهدمت فأرتنا سوء ما فعلت … بصنعة الله فيها صنعة الباني

يا ويحها من مغان لا غناء بها … كيف العروس معلى منقض أركان

حال اليتامى وحال الأيمات بها … تذكي الأسىف الحشى إذكاء نيران

ضحت ظلال الرجال الكاسبين لهم … وخلفت بعدهم أنضاء حرمان

ومعيلون تلاهو عن شواغلهم … حينا وما الدهر بالاهي ولا الواني

فعوجلوا بالرجى في نكبة عمم … تخرمتهم وما كانت بحسبان

أجرى عليهم قضاء خر كلكله … على نساء ضعيفات وولدان

يا أهل لبنان لا زالت مكارمكم … مجيبة من دعا يا أهل لبنا

في الضير والضيم لم يجهل مبرتكم … ولا مروءتكم عاف ولا عان

تلك القلوب وما أصف معادنها … قد صاغها الله من جود وإحسان

فما أخاف على من ستغاث له … وفيكم كل مسماح ومعوان

هذي على أن وقتي غير ذي سعة … عجالة ليس تعدو بث أحزاني

لو صور الحس معناها لناظرها … تكشف النفس فيها عن دم قان

لم أبغ حثا لإخواني بها وهم … أهل الندى بل كمشكاة فخواني

جزاهم الله خيرا بالذي صنعوا … ويصنعون ولا ريعوا بحدثان قران إميل زيدان بك والانسة روز كريمة المرحوم المحامي الكبير نقولا توما