هجروكَ بعدَ صبابةٍ وغرامِ – مصطفى صادق الرافعي

هجروكَ بعدَ صبابةٍ وغرامِ … وأراكَ لا تنسى هوى الآرامِ

أتبعتهمْ نفساً عليكَ عزيزةً … وطويتَ جنبيها على الآلامِ

كم تحتَ جنحِ الليلِ مثلكَ مدنفاً … أنسى الليالي عروةَ بن حزامِ

يجري مع الأوهامِ حتى أنهُ … لتكادُ تحسبهُ من الأوهامِ

يا قلبُ كم لكَ في الهوى من صبوةٍ … ضربتْ بكَ الأمثالَ في الأقوامِ

عدوا عليَّ مآثماً لم أجنِها … والحبُّ يا قلبي من الآثامِ

فدعِ الهوى يجري كما شاءَ الهوى … إن الحسانَ كثيرةُ اللوامِ

كم بتُّ أحلمُ بالمنامِ وما أرى … تجدي عليَّ لذاذةُ الأحلامِ

فادرأ همومَ العيشِ بالكأسِ التي … تحكي عجائزها عن الأقوامِ

صهباءُ إن مستْ فؤادي مرةً … غسلتْ بجنبي كلَّ جرحٍ دامي

سموا أباها الكرمَ حينَ تبذلتْ … في فتيةٍ شمِّ الأنوفِ كرامُ

وتراوحوا كاساتها فكأنما … عادتْ بها الأرواحُ للأجسامِ

يا رحمةَ العشاقِ من أحبابهمْ … ناموا وباتوا الليلَ غيرَ نيامِ

حتى إذا انطفأتْ مصابيحُ الدجى … وأضاءَ فودُ الليلِ ظلامِ

خبأوا الهوى بينَ القلوبِ وأصبحوا … وتوارتِ الأزهارُ في الأكمامِ