هتفت تبشر بالضحى الأطيار – إبراهيم اليازجي
هتفت تبشر بالضحى الأطيار … فاستيقظت لهتافها الأزهار
وجرت تصافحها النسائم فانثنت … بعد الصفاح وثوبها معطار
وبدا جبين النهر يحكي فضة … فعلاه من حلى الصباح نضار
وكسته أخيلة الغصون غدائراً … أبداً يلاعبها الهوا السيار
يا حبذا روض به تشري المنى … وتباع في لذاته الأعمار
طاب الصبوح به فهات وعاطني … كأساً علي بها الصفاء يدار
وإذا رأيت علي ميلة شارب … زدني فذلك مذهبي المختار
ودع الصبابة في تأخذ وسعها … ما بالصبابة للمتيم عار
استغفر الله العظيم علي من … أخلاق نائبه الكريم وقار
السيد العلم الذي لكماله … شيم بها تتزين الأخيار
حبر له التقوى شعار لازم … والبر ثوب والعفاف إزار
يقظ تراعي الله منه مقلة … سهرت وأخرى في الأمور تدار
يغشى الرعية منه ظل وارف … للأمن فيه والهناء قرار
مولى لقد قسم الإله لنا به … كرماً وأنصفنا به المقدار
حظ به بيروت راق صفاؤها … وتزحزحت عن افقها الأكدار
هو خير فكاك لكل عسيرة … عقدت فحارت دونها الأفكار
حزم لقد ضبط الأمور وحكمة … كشفت لثاقب علمها الأسرار
يلقى الأمور بهمة قد عودت … أن لا تفوت سباقها الأوطار
يا خير من وافي إلينا زائراً … وأجل من تسعى له الزوار
سرت بمقدمك السعيد كنيسة … عرفتك أفضل من إليه يشار
واستبشرت بالفوز طائفة لها … بك في الأنام مسرة وفخار
فليبتهج بك قطر بيروت الذي … ما زال يحسده بك الأقطار
واهنأ ودم بالفضل بدراً كاملاً … تجري فتنقص دونك الأقمار