نِعال كِنْباية َ والعنبرُ – ابن الرومي
نِعال كِنْباية َ والعنبرُ … ومِسْك دارِينكُم الأذفرُ
ومَندل الهند الذي يُرتَضَى … يُقسَم في الناس ولا نُذكر
يا مانعينا من هداياكُمُ … ثناؤنا من عطركم أعطر
ثناؤنا يبقى ويطوي الفلا … طياً فلا يُثنَى ولا يُقصر
وعطركمْ تَدرُس آثارهُ … ويسأم السيرَ ولا يفخر
أقسمت بالكأس إذا أعملت … واصطخب المزمار والمِزْهر
لو جائنا العود وأتباعه … وخيرُهن العنبر الأخضر
لقد غدا يُثنى به شعرُنا … أضعاف ما يثنى به المجمر
أو جائنا المسك جَزينا به … مايصبح المسك به يُهجَر
أو أصبح المنشور من شكرنا … كأنه من ريحه يُنشر
ولو أتى الكافورُ قلنا يد … بيضاء كالكافور لاتُكفَر
أو جائنا من عندكم مَركبٌ … أحمر كالشعلة أو أشقر
نِسْبته يُنسَبها داهِرٌ … ولونه يُنحَله قيصر
يُعزى إلى السند ويعتدُّهُ … في الروم لون ناصع أحمر
مُصَرصِر لكنه صيِّت … عقارب الدار له تُذعَر
فيه على اعداء مستنجَدٌ … في ظلمة الليل ومستنصر
ما صرّ إلا ولنا نطقُهُ … بالشكر أو يحسر أو نحسر
لانَخلُ من جملة ألطافكم … لا يخلُ من شكركُم مَحضر
ما خلت من يُهدي لنا فانياً … نجزيه عنه باقياً يخسر
الحمد لله الذي لم تزل … أنوارهُ ساطعة ً تَزهر
حظَي مما عندكم تافهٌ … وحظكُم من وُدِيَ الأوفر
وليس بي قدر هداياكُمُ … بل بي أني صاحب يُحقر
رأيتني إذا خنتُم حصتي … وموضعي من رأيكم أغبر
وفعلكم عنوان آرائكم … وقد يُبين المخبرَ المنظر
خذها وإن جدتَ بإسعافنا … فلا تقل إني لا أشكر
وإن أبى الله ومقدارُهُ … فلا تقل إنيَ لا أعذر
مهما يقدَّر منك في أمرنا … فالعذر من تلقائنا يُقدَر
ولو أردنا اللوم أعجزْتَنا … وهل يُنال القمر الأزهر
ليس سماء الله منحطة … وإن تدانت حين تستمطر
يامن إذا حلاّه إخوانهُ … حُليّ مدْحٍ حسنهُ يبهر
فإنما من عندهم نظمهُ … ومن لدنه الدُر والجوهر