نَسيتُ مَنيّتي، وَخدعتُ نَفسي، – أبو العتاهية

نَسيتُ مَنيّتي، وَخدعتُ نَفسي، … وَطالَ عَليّ تَعمِيري، وغَرْسِي

وكُلُّ ثمينة ٍ أصبحتُ أغلِي … بها ستُباعُ من بعدي بِوكْسِ

وَما أدري، وإنْ أمّلتُ عُمراً، … لعَلّي حينَ أُصْبحُ لَستُ أُمْسِي

وَساعَة ُ مِتَتي، لا بُدّ مِنها، … تُعَجّلُ نُقلَتي، وتُطيلُ حَبسِي

أموتُ ويكرهُ الأحبابُ قُربِي … وتَحضَرُ وَحشتي، ويَغيبُ أُنسِي

ألا يا ساكنَ البيتِ الموشَّى … ستُسكِنُكَ المَنِيّة ُ بَطنَ رَمسِ

رَأيْتُكَ تَذْكُرُ الدّنْيا كَثيراً، … وَكَثرَة ُ ذِكْرِها للقَلْبِ تُقْسِي

كأنّكَ لا تَرَى بالخَلْقِ نَقْصاً … وأنتَ تراهُ كُلَّ شروقِ شمسِ

وطالِبِ حاجَة ٍ أعْيَا وَأكْدَى … ومُدركِ حاجة ٍ في لينِ لمسِ

ألا وَلَقَلّ ما تَلْقَى شَجِيّاً … يُسيغُ شَجَاهُ إلاّ بالتّأسّي