نور هذا الوجود بالإيمان – عبدالغني النابلسي
نور هذا الوجود بالإيمان … لا بشمس ولا نجوم دواني
وبه الشمس والنجوم جميعا … مشرقات من رحمة الرحمن
ولهذا الكسوف لا يعتريها … منه إلا عن غفلة وتواني
أيّ قلب من القلوب تجلى … فيه ربي بغير ما إيمان
وعلوم الجميع علوا وسفلا … وارادت عن وردة كالدهان
فلك الماء والتراب مضيء … بضياء الإيمان في كل آن
وبه لم يزل يدور ويبدي … صورا بابتداعه ومعاني
أمن الكل من قلى وبعاد … عندما آمنوا وهو في تداني
ولهم خلعة المهيمن جاءت … ثم فازوا من سلبها بالأمان
فتراهم بها يميلون زهوا … بين نيل المراد والحرمان
وعلى كل حالة هو أولى … بالذي جاء منه للأكوان
وهو إيمانه بهم فلهذا … مؤمن جاء عنه في القرآن
والمواليد معدن ونبات … ثم حيوانها مع الإنسان
وكذلك الآباء مع أمهات … كلهم في غد من الحيوان
مؤمنات جميعها بإله … واحد ماله كما قال ثاني
ولهذا تأتي غدا شاهدات … مثل ما جاء في حديث الأذان
وشروط الشهادة الآن فيها … ثبتت بالدليل والبرهان
حيث عنها الإله أخبر بالتس … بيح والنطق والفنا في العيان
فتحقق بكل ما قلت وافهم … تلق لب الكمال والعرفان