نفوسٌ، للقيامةِ، تشرئِبُّ، – أبوالعلاء المعري
نفوسٌ، للقيامةِ، تشرئِبُّ، … وَغَيٌّ، في البطالةِ، مُتلئِبُّ
تَأبّى أن تجيءَ الخيرَ يوماً، … وأنتَ، ليومِ غفرانٍ، تئبّ
فلا يغرُرك بِشْرٌ من صديقٍ، … فإنّ ضميرَه إحَنٌ وخَبّ
وإن الناسَ: طفلٌ، أو كبيرٌ، … يَشيبُ، على الغَوايةِ، أو يشبّ
تُحِبُّ حياتَك الدنيا، سَفاهاً، … وماجادتْ، عليك، بما تُحِبّ
وإنك منذُ كونِ النفسِ عَنْساً … لَتوضِعُ في الضّلالةِ، أو تُخبّ
وإن طال الرُّقادُ من البرايا، … فإنّ الراقدين لهمْ مهَبّ
غرامك بالفتاة خنًى وغمٌّ، … وليس يَسرّ من يشتاق غِبّ
لو أنّ سوادَ كَيْوانٍ خِضابٌ … بفكّك والسُّهى في الأذن حَبّ
لما نجّاكَ، من غِيَرِ الليالي، … سناءٌ فارعٌ، وغِنىً مُرِبّ
وما يحميك عزٌّ إن تَسبّى، … ولو أنّ الظلام عليكَ سِبّ
أرى جنح الدُّجى أوفى جَناحاً، … ومات غُرابُهُ الجَونُ المُرِبّ
فما للنَّسرِ، ليسَ يطيرُ فيه، … وعقربُهُ المُضِبّةُ لا تدُبّ
أيَجلو الشمسَ، للرّائي، نهارُ، … فقد شرَقتْ، ومشرِقُها مُضِبّ
ولم يدفع، رَدى سُقراطَ، لفظٌ، … ولا بِقراطُ حامى عنهُ طِبّ
إذا آسيتني بشفاً، صريعاً، … فدعني كلُّ ذي أملٍ يتبّ
ولا تَذبُبْ، هناك، الطيرَ عني؛ … ولا تَبْلُلْ يداك فماً يذبّ