نسيمات نجد هل تحملت من نجد – إبراهيم اليازجي

نسيمات نجد هل تحملت من نجد … إلي سوى حر الصبابة والوجد

وهل فيك للعاني الشجي تعلة … سوى الشوق والتذكار والدمع والسهد

يعيد ويبدي الحب عندي شجونه … فوا حرباً مما يعيد وما يبدي

مللت الليالي ساهراً ومللنني … فلا عندها نومي ولا صبحها عندي

وألقى علي السقم سابغ برده … فليم يبق من جسمي سوى ذلك البرد

فيا نفس هل من عاشق نال قبلنا … نصيباً ولو كالكحل في الأعين الرمد

ويا شوق هل حد ويا سقم هل شفا … ويا صبر هل تدنو ويا دمع هل تجدي

ويا حب لم يصحبك مثل حشاشتي … فلا عاشق قبلي ولا عاشق بعدي

وما قاتلي إلا العيون فإنها … رمتني فلم تخطيء ولم ترم عن عمد

وكان الهوى في مهجتي قبل لحظها … كميناً كمون النار في الحجر الصلد

لقد طبعت هذي القلوب على الهوى … ولست أحاشي صاحب النسك والزهد

وارشد أهل الحب من عشق العلى … فرقته منها ذروه العز والمجد

ومن هام في كسب المحامد أنها … حياة المعالي بعد منتجع اللحد

هوى شف مولانا الوزير من الصبى … فلم يشتغل عنه بخصر ولا نهد

همام على لبنان قام فخيمت … مهابته العظمى على الغور والنجد

هو الغيث قد سألت عليه بنانه … فانبتن فيه طيب الكشر والحمد

جميل صفات لوحكتها رياضه … لما فضلتها في البها جنة الخلد

أجل رجال الحزم رأيا وحكمة … وارشد أهل الحكم في الحل والعقد

تقلد من بيض الصوارم مرهفاً … بغزم يديه كاد يقطع في الغمد

يؤدب طغيان العصاة بعد له … فتى لم يجد من طاعة الله من بد

ويرهقه دمع الكسير إذا همى … فتى لم يرع احشاءه الصارم الهندي

مهابته تغني عن السيف في الوغى … وهمته تغني عن الخيل والجند

إذا ارعدت غبر الخطوب وزمجرت … تخيل بشرى الفوز من ذلك الرعد

رأيناه بدراً في السرير قد استوى … وليثا على متن المضمرة الجرد

وبحراً خصماً في المجالس فائضاً … من الحكمة الغراء بالجوهر الفرد

وطوداً على أطراف لبنان مشرفاً … بظل على تلك السباسب ممتد

تباشر سهل الأرض والحزن عندما … أتى بحلول الخصب والزمن الرغد

وبشرت السمع العيون فحدثت … بما لم يغد نطق الرواة على بعد

وما جحد الراوون فضل صفاته … ولكن لعمري أنها غاية الجهد