نحنُ كضَرْبَتَينِ في مَعرَكَة ٍ – بهاء الدين زهير

نحنُ كضَرْبَتَينِ في مَعرَكَة ٍ … أدّرِعُ الصّبرَ عندَ لُقياهَا

وهيَ بجُنْدِ الهَوَى تُبارِزُني … وَأيّ صَبرٍ يُطيقُ هَيْجَاهَا

إنْ جَبُنَتْ في القِتالِ أنجَدَها … أوْ ضعفتْ في النزالِ قواها

أصرعها تارة ً وتصرعني … لكن لها السبقُ حينَ ألقاها

أحبها وهيَ لي معاندة ٌ … كأنّني لَستُ منْ أحِبّاهَا

عدوة ٌ لا أكادُ أبغضها … يا لَيتَني أستَطيعُ أنْسَاهَا

سابحة ٌ في بحارِ فتنتها … رافِلَة ٌ في ذُيُولِ ظَلماهَا

أحبها تأبى موافقتي … خاسرة ً دينها ودنياها

يا رَبِّ عَجّلْ لهَا بتَوْبَتِها … وَاغسِلْ بماءِ التّقَى خطاياهَا

إنْ تَكُ يا سَيّدي مُعَذّبَهَا … منْ ذا الذي يرتجى لرحماها

فالطفْ بها واغتفرْ لها كرماً … إنّكَ خَلاّقُهَا وَمَوْلاهَا