ناسكة الأسرار – بهيجة مصري إدلبي

حملتها الريح سراً وسؤالا … ودعاها الشعرُ فيضا وخيالا

فدعتْهُ كي يصلي قربها … حاملا من أنجم الرؤيا سلالا

حلت الحيرة فيها أحرفا … من ظلال العشق فامتدت ظلالا

هي رؤيا في مسافات المدى … هي مرآة الهوى شفت كمالا

أنزل الليل عليها عشقه … فانطوت فيه هياما ووصالا

سألت أسراره عن حلمها … فهمى الليل نجوما وهلالا

أيقظ الأنهارَ فيها وجدُها … عندما السحر من الغيب توالى

إن سعت للحرف يُبدي سره … ناسكا في دفتر الأرواح سالا

والمدى يلقي إليها حلمه … بعدما ألقى عن الحلم الزوالا

تنهل الأشعارَ من غيب الهوى … وتدير الكأس نورا واشتعالا

وتلف البوح من آلائه … شجرا من أغنيات الصمت مالا

ويجيء البحر من أعماقه … ينطوي في حرفها ماءا زلالا

بعضها نار ونور بعضها … فالهدى في سرها ضم الضلالا

والقوافي طوع ما شاءت لها … من كؤوس السحر تستاف الجمالا

حملت أسرارها لما رأت … عالما يغتاله الحزن اغتيالا

أطلقت أحلامها من أسرها … ثم هامت في مدى السر ارتحالا

حرفها صلى عليها وحده … ثم أسرى خلفها حتى تعالى