ناديكَ من مطرِ الإحسانِ ممطورُ – السري الرفاء
ناديكَ من مطرِ الإحسانِ ممطورُ … و مُرتَجيكَ بغَمْرِ الجُودِ مَغمورُ
و البِيضُ ظِلٌّ عليكالدهرَ منتشرٌ … و النَّقعُ جَيبٌ عليكالدهرَمَزرورُ
و الشِّرْكُ قد هُتِكَتْ أستارُ بَيضَتِه … بحدِّ سيفِكَو الإسلامُ مَنشورُ
كم وقعة ٍ لك شَبَتْ في ديارِهِمُ … ناراًو أشرقَ منها في الهُدى نُورُ
بنهضَة ٍ خَرَّ فُسطاطُ الكَفورِ لها … خوفاًو أذعنَ بالفُسطاطِ كافورُ
إن تَشْتَكِ الحَدَثُ الحَسناءُ حادثة ً … سَعى بها حائنٌ منهم ومَغرورُ
فإنَّها نَشوة ٌ وَلَّتْ عُذوبتُها … و خَرَّ ذو التَّاجِ عنهاو هو مخمورُ
يستنقِصُ الوِتْرَ من أعدائهِ مَلِكٌ … عدوُّهُ حيثُ كانَالدهرَموتورُ
مجاورٌ وَزَراً منهو هل وَزَرٌ … و السَّيفُ في يد سيفِ اللّه مشهورُ
يا مَنْ يَمُنُّ على الأسرى فيأسِرُهم … عِلْماً بأنَّ طليقَ المَنِّ مأسورُ
و مَنْ لَدَيْهِ رياضُ الحَمدِ مُونِقَة ً … فزَهرُها فيه منظومٌ ومنثورُ
إنْ تَعمُرِ السُّورَأو تُهمِلْ عَمارَتَه … فإنَّه بك ما عُمِّرْتَ مَعمورُ
مَحلُّكَ الغابُ يحمي اللَّيثَ حَوزَتُه … فإن خَلا منه يوماًفهو مَجذُورُ
للّهِ سُورٌ على الأيامِ يكلَؤُهُ … و أنتَلا شكَّ فيهذلك السُّورُ
حَمَيْتَهُ برماحِ الخَطِّ مُشرَعَة ً … و كلُّ حُصْنٍ سوى أطرافِها زُورُ
أنتَ الهُمامُ الذي مَنْ هَمِّهُ أبداً … جَرُّ الحديدِو ذيلُ النَّقعِ مَجرورُ
من أُسرة ٍ قهَروا كِسرى وأسرتَه … و النَّاسُ مهتَضَمٌ منهم ومقهورُ
لهم من البَرِّ مُصطافٌ ومُرتَبَعٌ … و مَحْضَرٌ في ظِلالِ الحَضْرِ مَحْظورُ
و لا معاقلَ إلا كلُّ سابِغَة ٍ … يطوي الفِجاجَ سَناهاو هو منشورُ
و كوكبٌ في ذُرى سمراءَ مُغرِبَة ٍ … إذا تمادَى القنانَحرٌ وتَامورُ
تَمَلُّ فارسَكَ المذكورَ في شِيَمٍ … بمثلِها الذَّكَرُ الصَّمصامُ مذكورُ
وافى ومَولِدُهُ المُوفي يخبِّرُنا … بأنَّه ناصرٌ للمجدِ منصورُ
جَرَى فِرِنْدُ أبيه في مَضارِبِه … فجاءَ وهو حديدُ الحَدِّ مأثورُ
فعاشَ ما نَشَرَ الدَّيجورُ حُلَّتَه … و ما انطوَى بضياءِ الفَجْرِ دَيجورُ
حتى نراهو حَدُّ السَّيفِ في يدِهِ … مُثلَّمٌو سِنانُ الرُمحِ ماطُورُ
إنَّ السَّماحَة َ أخلاقٌ عُرِفْتَ بها … و المَكرُماتُ حَديثٌ عنكَ مَسطورُ
و الدَّهرُ يا بْنَ أبي الهيجاءِ يفعلُ ما … أمرْتَهفهو مَنْهيٌّو مأمورُ
لو هَمَّ بأسُكَ بالطَّوْدِ الذي شَمَخَتْ … هِضابُهُ لَهَوَى من بأسِكَ الطُّورُ