مُبَايَعَةُ الرئِيس – عبدالعزيز جويدة

(1)

نُبايِعُهُ طُوالَ العُمرْ

سَمِعْتُ القولَ

في نَفسي

تَعَجَّبْتُ لهذا الأمرْ

فهلْ نحنُ

وصلْنا مِنْ تَفاهَتِنا ،

صَفاقَتِنا ،

سَذاجَتِنا ، وخيبَتِنا …

لهذا القدرْ ؟

أرى “المانشيتَّ” مَكتوبًا

بِلونٍ داكِنٍ أحمرْ

وكِلماتٍ على الصفَحاتِ

تَلتَفُّ ..

على عُنُقي كمِشنقةٍ

تُخَدِّرُنا لكي نُدْمِنْ ..

مَرارَ الصبرْ

(2)

تَقولونَ :

فماذا تَصنعُ الأشعارْ ..

كلامٌ كُلُّهُ غَثٌّ

فلا يُغني ولا يُسمِنْ

وتَصفيقٌ وتَهليلٌ

كحَفلِ الزارْ

مَلَلْنا مِنْ قصائدِكُمْ

مَللْنا نَبرَةَ التَّكرارْ

أقولُ ولستُ مُدَّعِيًا

بأنَّ الشعرَ في صَوتي ..

لَهيبُ النارْ

غَدًا شِعري سَيصْهَرُكُمْ

وتَخرُجُ زُمرَةُ الثوَّارْ

3) )

نُبايعُهُ طُوالَ العمرْ

فَمَنْ فيكُمْ

لَهُ حَقُّ الوِلايةِ قُلْ

فلي رأيٌ .. وهذا لَكْ

وهذا رُبَّما إنْ دَلْ

على شيءٍ

فلا حَقِّي ولا حقُّكْ

نقولُ الكلْ

أنا واحِدْ

وبِكْ ..

إنْ صَحَّ تَعبيري

فنحنُ اثنانْ

فهل يَكفي بأنْ نَختارَ

حُكَّامًا

ونَفرِضَهُم على الأوطانْ

فأينَ الرأيُ ..

أينَ قَداسَةُ الإنسانْ

إذا كانَ الذي نَختارُهُ

دَومًا

هو المُختارْ

فلا أحدٌ يُنافسُهُ

ولا أحدٌ يُجالِسُهُ

ولا أحدٌ يُجادِلُهُ

ولا أحدٌ يُشابهُهُ

لأنَّ الحاكمَ العربيَّ

مظلومٌ

جعلْناهُ ..

إلهًا واحدًا قهَّارْ

هو المفروضُ والواقِعْ

ورغمًا عنكَ أو عنِّي

سيَحكُمُنا

بألفِ قرارْ

وقُلْ لي : ما الذي يَحدُثْ

إذا حُكَّامُنا ماتُوا

تُرَى إنْ صارْ

سنَكتُبُ ألفَ لافِتَةٍ

نُعلِّقُها بِبابِ الدارْ

نُرحِّبُ بالذي جاءَ

ونَلعنُ في الذي

قد (غَارْ)

ولو أنَّ الذي قد جاء َيا سادةْ

هو استنساخُ حُكَّامٍ

ومَحكومينَ في وَطَنٍ

غَدَا حُكامُهُ خَيلاً

أراها الآنَ طاعِنةً

فخلِّصْنا .. وخلِّصْها

بضربِ النارْ

(4)

نُبايِعُهُ طُوالَ العمرْ

أرَى في الشرقِ حُكامًا

وأضحكُ عندما يأتونْ

مُلوكًا كلُّهم صارُوا

فهذا حكمُهُ مِائَةٌ

وهذا حكمُهُ سبعونْ

وأقسِمُ أنَّني بالفعلِ مُكتَئِبٌ

وكانَتْ أُمنِياتُ العُمرِ أقصاها

بأنْ يَتَغيَّرَ الحُكَّامُ

في وطني

لكي نَختارَ لو مرَّةْ

بمحْضِ إرادةٍ حُرَّةْ

ونختارَ الذي سيَكونْ

أريدُ أُغيَّرُ الدنيا

لأني شاعرٌ مجنونْ

ولا أدري بأنَّ الشرقَ مختَلِفٌ

ففيهِ الشعبُ قد يَفنى

ولكنْ عُصبةُ الحكامِ يا وطني

هُمُ الباقونْ