مَنْ نافَسَ النّاسَ لم يَسلَمْ من النّاسِ، – أبو العتاهية

مَنْ نافَسَ النّاسَ لم يَسلَمْ من النّاسِ، … حتى يُعَضّ بأنْيابٍ وَأضراسِ

لاَ بأسَ بالمرءِ مَا صحَّتْ سَرِيرتُهُ … مَا النَّاسُ إلاَّ بأهْلِ العِلْمِ والنَّاسِ

كاسَ الألى أخذُوا لِلْمَوْتِ عُدَّتَهُ … وَما المُعِدّونَ للدّنْيا بأكْياسِ

حتَّى متَى والمنَايَا لِي مخاتِلة ٌ … يَغُرّني في صُرُوفِ الدّهرِ وَسْوَاسِي

أينَ المُلُوكُ التي حُفّتْ مَدائِنُها، … دونَ المَنَايا، بحُجّابٍ وحُرّاسِ

لقدْ نسيتُ وكأْسُ الموتِ دائرة ٌ … في كفِّ لا غافلٍ عنها ولا ناسي

لأشربنَ بكأسِ الموتِ منجدِلاً … يوماً كمَا شرِبَ الماضُونَ بالكاسِ

أصْبَحْتُ ألعَبُ والسّاعاتُ مُسرِعَة ٌ … ينقصنَ رزقِي ويستقصينَ أنفاسِي

إنّي لأغْتَرّ بالدّنْيا وَأرْفَعُهَا … مِن تحتِ رِجليَ، أحياناً، على رَاسِي

ما استعبدَ المرءَ كاستِعْبادِ مطمعهِ … ولاَ تسلَّى بمثلِ الصَّبْرِ واليَاسِ