مَا ذُقْتُ قَطُّ أَمَرَّ مِنْ أَمْرِي – سبط ابن التعاويذي

مَا ذُقْتُ قَطُّ أَمَرَّ مِنْ أَمْرِي … في اليُسرِ والسِّيلانِ والتَّمْرِ

جازَ المَخاوفَ والشُّراة َ وأصحابَ البَدارِقِ من بَني عَمْرِو … مِنْ بَنِي عَمْرِو

وَالرِّيحَ فِي تِلْكَ الذَّنَائِبِ مَا … بينَ اختلافِ المَدِّ والجَزْرِ

وَالْمَوْجَ أَمْثَالَ الْجِبَالِ إذَا الْـ … ـمَلاَّحُ شَقَّلَ فِيهِ لِلْعَبْرِ

حَتَّى إذَا وَصَلَ الْمَشُومُ إلَى … نَهْرِ الْمُعَلَّى جَانِبَ الْجِسْرِ

دهَمَتْني الآفاتُ فيهِ ولمْ … أَفْطَنْ بِهَا مِنْ حَيْثُ لاَ أَدْرِي

وأَتَوْهُ غِلمانٌ زَبانيَة ٌ … يَتتابَعونَ تَتابُعَ القَطْرِ

حَتَّى لَقَدْ رَفَعُوا لِيَوْمِهِمُ … ما حَطَّهُ المَلاّحُ في شَهرِ

فدَعُوا التغافُلَ إنْ سألْتُكُمُ … وَکشْفُوا بِرَدِّ جَوَابِكُمْ صَدْرِي

كَيْفَ کسْتَخْرْتُمْ مَعْ تَفَرُّدِكُمْ … دُونَ الْوَرَى بِالتِّيهِ وَالْكِبْرِ

أَنْ تَعْرِضُوا مِنْ غَيْرِ مَا سَبَبٍ … تَتشبَّثونَ به ولا عُذْرِ

لهديّة ٍ جاءَتْ لشاعرِكُمْ … مِنْ غَيْرِكُمْ مَنْزُورَة ِ الْقَدْرِ

حتى كأني ما نظَمْتُ لكمْ … فِي مَدْحِكُمْ بَيْتاً مِنَ الشِّعْرِ

وَكَسَوْتُكُمْ حُلَلاً مُفَوَّفَة ً … بالحمدِ من نَظمي ومن نَثري

ونشَرْتُ في الأحياءِ ذِكرَكُمُ … فَضَّ التِّجارِ لَطِيمة َ العِطرِ

قسَماً بمنْ قصدَ الحَجيجُ لهُ … والبيتِ ذي الأسْتارِ والحِجْرِ

مَا دُمْتُ أَنْظُرُ فِي وُجُوهِكُمْ … إنْ كنتُ أُفلحُ آخِرَ الدهرِ

وَلأَبْكِيَنَّ وَهذِهِ مَعَكُمْ … حَالِي لِمَا ضَيَّعْتَ مِنْ عُمْرِي

وستعلمونَ منِ الغَبينُ إذا … فَارَقْتُكُمْ وَعَرَفْتُمُ قَدْرِي