من يبتني للعلم دارا إنما – جبران خليل جبران
من يبتني للعلم دارا إنما … هو يبتني مستقبل الأوطان
اليوم حاجتنا إلى فتياتنا … شرع وحاجتنا الى الفتيان
تهذيبهن متمم تهذيبهم … ورقيهن رقيهم في آن
إصلاحهم إصلاح كل عشيرة … وصلاحهن صلاح كل زمان
وفلاحنا بتكاتف الجنسين في … أدب يزنهما وفي عرفان
يا ربة المنن التي شادت بها … للدين والدنيا ضروب مباني
خلفت بالفضل الذي أسديته … ذكرى مرددة بكل جنان
وفيت يوسف حقه في قومه … من لطف منزلة ورفعة شان
باسميكما توجت في سفر العلى … طرسا خلا إلا من العنوان
ليت السراة تشبهوا بعقيلة … في الخالدين لها أعز مكان
جادت وضنوا أقدمت وتأخروا … جلت وهم في أول الميدان
برت وما بروا بنشء طيب … زاكي النبات إلى الندى ظمآن
أعظم بخطتها الحميدة قدوة … لمن أشترى خلدا بعمر فان
لفريق خير من غوان هن عن … أغلى الحلى بصافتهم غواني
يسعين للفرض النبيل فما ترى … إلا ملائك رحمة وحمنان
أغصان بان لا يميل بها الهوى … للله ميلك يا غصون البان
ولقد يساهرن النجوم لواسجا … دفئا لمقرور الشوى عريان
لو يغتدين موشبات زينة … عجبا تدر القوت للغرثان
كم معهد للبر شادت حوله … أبر رقاق أضخم العمدان
وبأنملات ناعمات أسس … للخير فيه ثوابت الركان
إني أقلب ناظري فما أرى … في محمدات الناس كافحسان
هل يبلغ الإنسان خلق غيره … أعلى الذرى في رتبة الإنسان
للا كفالته وحسن دفاعه … لم يبق تدمير على عمران
ناهيك بالمعروف يجري كالندى … وبه سقاء من بنان حسان
وأعزة بين الرجال أفاضل … هم نخبة في الشيب والشبان
يا سمعي صوت الضمير وجل من … داع مطاع الأمر والسلطان
ومهيء سبب لبعض دونه … من صاغ آيات من الشركان
هذي تحياتي إليكم لطفت … فيها العظات بخالصات تهاني
مسك الختام بها دعاء خالص … لكم بعيش رفاهة وأمان
تحيا فريدة عصرها هيلانة … ويعيش كل مؤازر معان