من غرامي بقرطها والقلادة – ابن شهاب
من غرامي بقرطها والقلادة … إن أمت مغرماً فموتي شهادة
غادة حلّ حبّها في السويدا … ورمى سهمها الفؤاد قصاده
نحوها تنزع النفوس فتلقاها … لداعي مزارها منقاده
زارني طيفها ومَنَّ بوعدٍ … هل ترى الطيف منجزاً ميعاده
من لصب يصب صيب دمعٍ … مذ صبا نحوها أصابت فوآده
ليس إلا لها وللنفر البيض … بنظم القريض يجري جياده
يا غريباً بأي وادٍ أقاموا … من فسيح البلاد صاروا عهاده
آل بيت الرسول أشرف آلٍ … في الورى أنتم وأشرف ساده
أنتم السابقون في كل فخرٍ … أسس الله مجدكم وأشاده
أنتم للورى شموس وأقمار … إذا ما الضلال أرخى سواده
أنتم منبع العلوم بلا ريب … وللدين قد جعلتم عماده
أنتم نعمة الكريم علينا … إذ بكم قد هدى الإلهُ عباده
لم يزل منكم رجال وأقطابٌ … لمن أسلموا هداة ً وقاده
أنتم العروة الوثيقة والحبل … الذي نال ماسكوه السعادة
سفن للنجاة إن هاج طوفان … الملمّات أو خشينا ازدياده
وبكم أمن أمة الخير إذ أنتم … نجوم الهداية الوقادّه
أذهب الله عنكم الرجس أهلَ البيت … في محكم الكتاب أفاده
وبتطهير ذاتكم شهد القرآن … آن حقاً فيا لها من شهادة
لا بما قد عملتموه من الخير … ولكن قضت بذاك الإراده
من يصلّي ولم يصلِّ عليكم … فهو مبدٍ لذي الجلال عناده
معشرٌ حبكم على الناس فرض … أوجب الله والرسول اعتماده
فازمن رأس ماله من رضاكم … لم يخف قط ذات يوم كساده
حبكم يغسلُ الذنوبَ عن العبد … ولا غرو أن يزيل فساده
وبكم أيها الأئمة في يوم … التنادي على الكريم الوفاده
يوم تأتون واللواء عليكم … خافقٌ ما أجلها من سياده
والمحبون خلفكم في أمانٍ … حين قوم الجحيم هلْ من زياده
فاز والله في القيامة شخصٌ … لكم بالوداد أدّى اجتهاده
كل من لم يحبكم فهو في النار … وإن أوهنت قواه العباده
هكذا جاءنا الحديث عن الهادي … فمن ذا الذي يروم انتقاده
كل قالٍ لكم فأبعده الله … وعن حوضكم هنالك ذاده
خاب من كان مبغضاً أحداً منكم … ومن قد أساء فيه اعتقاده
ضلَّ من يرتجي شفاعة طه … بعد أن كان مؤذياً أولاده
باء بالمقت في الحياة من الله … الذي صير الجحيم مهاده
وروى القوم إن من كان سب … الفاطميين دأبه واعتياده
لم يمت والعياذ بالله حتى … نر عن ملة الرسول ارتداده
ليت شعري من الذي كان تعظيم … بنى المصطفى إلى الحشر زاده
فهم الخصب للبرية لولاهم … لخفنا من الزمان اشتداده
آل بيت الرسول كم ذا حويتم … من عفافٍ وسوددٍ وزهاده
أنتم زينة الوجود ولا زلتم … بجيد الزمان نعم القلادة
فيكم يعذب المديح ويحلو … وبه يسرع القريض انقياده
وبكم يلهج المحبّ ويشدو … يا بنى المجد لا بغان وغاده
كيف يحصي فخاركم رقم أقلامٍ … ولو كانت البحار مداده
أنتم أنتم حلول فؤادي … فاز والله من حللتم فؤاده
أنا خدّامكم وتُربُ حذاكم … والأسير الذي ملكتم قياده
وأنا العبد والرقيق الذي لم … يكن العتق ذات يوم مراده
ارتجي الفضل منكم وجدير … بكم المنّ بالرّجا وزياده
فاستقيموا لحاجتي ففؤادي … مخلصٌ حبّه لكم ووداده
إنّ لي يا بني البتول إليكم … في انتسابي تسلسلاً وولاده
خلفتني الذنوب عنكم فريداً … فارحموا عجز عبدكم وانفراده
فلكم عند ربكم ما تشاؤن … وجاه لا تختشون نفاده
ربّ غثنا بهم فأنك بالعباس … غثت الأنام عام الرماده
وبهم أنعش الشريعة واكشف … إن طما الجهل شؤمه واسوداده
وارض عنهم وزدهم فيض فضلٍ … منك يا من له التفضّل عاده
وعليم مع الرسول سلام … ليس يحصي سوى الكريم عداده