من ترى ينصفُني من خَليلِ – كشاجم

من ترى ينصفُني من خَليلِ … لَم يَزَلْ يلبسُ ثوبَ المَلُولِ

كلّما طَافَ بهِ العاذِلونَ … لجّ به في سرعة ٍ بالقُبُولِ

والوشاة ُ وَيْحَهُم لا ينونَ … في اقتضابِ حَبْلِ وصالِ الوَصُولِ

كيفَ لا يحولُ هَوَى من لَدَيهِ … منظرٌ ومستمعٌ للعَذُولِ

لو يَرَى مودّتَهُ في الضّميرِ … لَم يَزَلْ يقابلُني بالجَمِيلِ

لا ولا كرامة ٌ للعاذلينَ … لا أصدُّ قَبلَ قيامِ الدّلِيلِ

لا أصدُّ منهمُ للصّديقِ … أسرتي وأسرتُهُ من قبيلِ

أنفسٌ مؤتلفة ٌ بالإخاءِ … كلّها تَدِينُ بحبّ الرّسُولِ

فارجُ الظّلامِ وهادي الأنامِ … والوصيِّ صَاحِبِهِ والبَتُولِ

فَضْلُ هذا لصاحبِهِ والـ … ـعَدُوّ مكتئبٌ قلبُهُ بالغَلِيلِ

بَيْننَا مواصَلة ٌ لا يُبَتُّ … حَبْلُها بقالِ عدوًّ وَقِيلِ

وامتزاجُ أنفسِنَا بالصفاءِ … كامتزاجِ صَوْبِ حَيّاً بالشّمُولِ

غيرَ أنَّ ذَا حسدٍ قد يلحّ … بالدخولِ بينهما بالفُضُولِ

فهو لا يفوزُ بما يرتَجِيهِ … ولا يُضِلّهما عن سبيلِ

يا أَخي با عَضُدي في الخطوبِ … والذي أنالُ بهِ كلَّ سولِ

والذي يشارِكُني في القد … يمِ وعزّتي ومحولي

دُمْ على وِدَادِكَ ما بَقيتَ … ولا تُرِدْ هُدِيتَ بهِ من بديلِ

ليسَ بيننا بعدُ في الفخارِ … كلُّ واحدٍ لأَخيهِ كالرّسيلِ