مليكتانا أدام الله عزهما – جبران خليل جبران
مليكتانا أدام الله عزهما … شمسان اشرقتا باليمن في آن
يوم سعيد جلا للحاشدين به … أسنى الروائع من حسن وإحسان
في موكب من أميرات لاحمى عجب … بكل ما يبهر الأبصار مزدان
وهذه منهما نعمى مجددة … قلوبنا نتلقاها بشكران
يا نخبة يشهدون اليوم حفلتنا … من كل مسعدة أو كل معوان
مجد البلاد وأنتم تنهضون به … موطد بدعامات وأركان
صرح نمى البر مبناه وبانيه … قد بارك الله في مبناه والباني
أقيم لم يدخر فيه الكرام يدا … للشعب مورد تهذيب وعرفان
للإتحاد به مرمى أراد به … رقي أمته في شطرها الثاني
ينشيء الفتيات الصالحات لما … يرجى بها من صلاح الحال والشان
وأي نور هدى فيه وظل ندى … تنمو بفضلهما أغراس فينان
حمدا لفاروق من يحصي مآثره … علما وفنا واسبابا لعمران
مليكنا صورة الدنيا وقد حسنت … كأنه ملك في شكل إنسان
بحكمه يسر الله القوى لنا … ما لم ييسر لأقوام وأوطان
فليحيى ذخرا لوادي النيل سيده … وليبلغ الشأو من جاه وسلطان
مؤيدا بقلوب من رعيته … تصفى له الحب في سر وإعلان